يؤكد مختصو الشأن السياحي في الجزائر، أنّ تطوير البنى التحتية، تحسين الخدمات، رسكلة المرشدين السياحيين إضافة إلى الترويج والدعاية، تعدّ أربعة مفاتيح أساسية كفيل بضمان إقلاع القاطرة السياحية الوطنية وإعادة الروح إلى كنوزها البيئية والصحراوية والحموية والجبلية والثقافية والدينية التي لا تزال تعاني في الظلّوفي تصريحات خاصة بالقناتين الإذاعيتين الأولى والثالثة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسياحة المصادف ل27 سبتمبر، ذهب كوكبة من المسؤولين والمتعاملين إلى ضرورة إرساء تقاليد جديدة تمكّن الجزائر من تدارك تأخرها في المجال السياحي، طالما أنّ استقطاب الجزائر لمليوني سائح وتحصيلها 330 مليون دولار خلال العام الأخير لا يمثل إنجازا إذا ما قورن ذلك بإمكانات الجزائر الحقيقية وما حققته دول الجوار في حوض المتوسط.وأقرّ ''عبد القادر با محمد'' مسؤول موقع البقرة الباكية بجانت، بعدم التموقع الجيد للمنظومة السياحية، رغم أهميتها كقطاع منتج للثروات، ملفتا إلى أنّ السياحة لا تزال تعاني من هياكل متآكلة وغير مؤهلة بالقدر الكافي، رغم توافر الجزائر على بيئة مهيّأة وما تنطبع به من زخم ومقومات التنوع البيولوجي. بالمقابل، ذهب ''إسماعيل ميمون'' وزير السياحة والصناعات التقليدية إلى أنّ الجزائر مهتمة بالسياحة كاقتصاد بديل يفعّل التنمية المستدامة ويدرّ موارد هامة لتحقيق مداخيل وتوفير مناصب شغل. وقال الوزير إنّ السياحة منذ العام ,2000 صارت تعتبر قطاعا تنمويا اقتصاديا، والرهان الأساس حاليا يتركّز في كيفية بناء سليم ودائم للوجهة السياحية الجزائرية.وعليه لفت ميمون إلى أنّ الجزائر هي بصدد إعادة رسم هويتها السياحية، والنسج على منوال الفترة الذهبية ما بين سنتي 1962 و,1974 حينما كانت الجزائر ممثّلة بفروع في الخارج اعتنت آنذاك باستقطاب السياح على غرار ما كان في ألمانيا، سويسرا وفرنسا وهو ما أتاح جلب عدد غير قليل من السياح إلى شمال البلاد وجنوبها على حد سواء. وفيما يعزو الوزير الهزال الحاصل على مدار سنين طويلة إلى مخلّفات إخضاع قطاع السياحة إلى إعادة هيكلة في الثمانينيات وما ترتب عن ذلك من عدم استقرار زاده حدة ما حدث خلال عشرية التسعينيات من تدهور الوضع الأمني وعزوف السياح عن القدوم إلى الجزائر.وفي نسق مضاد، كشف ميمون أنه يعوّل على إنعاش الفعل السياحي من خلال المخطط الوطني للتهيئة السياحية الممتدّ إلى العام ,2025 والقائم على خلق أقطاب امتياز سياحية وتوفير 75 ألف سرير في آفاق سنة 2015 للاستجابة إلى المعايير الدولية، فضلا عن إعادة بعث سياسة تكوين المرشدين السياحيين، مخطط النوعية السياحية لترقية خدمات الهياكل الفندقية والسياحية عموما، ومخطط التوجيه والاتصال والتسويق السياحي. ولفت المسؤول الأول عن قطاع السياحة إلى التباينات التي تطبع السياحة الصحراوية، فالأخيرة مركّزة في الجنوب الكبير على غرار الطاسيلي أهقار والطاسيلي ناجر، بينما غرب الصحراء كمناطق الساورة، توات قورارة، تاغيت، واحات الوادي، تقرت، الأغواط، بسكرة، بوسعادة لا تزال عذراء ومحرومة من أي إقبال سياحي. لذا تراهن الوزارة يعلق ميمون على ترقية السياحة بالمناطق المذكورة تبعا لكون السياحة الصحراوية تتمتع هناك بطابع نوعي أكبر، وسيتأتى ذلك بحسبه من خلال تشجيع الرحلات المباشرة، حث المتعاملين على الاستثمار في جانب النقل السياحي، استغلال المواعيد التقليدية الجنوبية (أعياد الربيع والسبيبة والألف قبة وقبة)، مع الحرص على ضمان احترافية التأطير السياحي، والتركيز على إعادة بعث نظام التكوين.