حذرت رئيسة جمعية ''نور الضحى'' لمرضى السرطان السيدة قاسمي من ''خطورة'' وضع هذا المرض الخبيث في الجزائر، مشيرة إلى انتشاره الكبير في السنوات الأخيرة لاسيما في منطقة الجنوب وذلك ماتؤكده الإحصائيات التي قالت إنها ''في ارتفاع مذهل''. وقالت إنه تم على مستوى الجمعية استقبال 201 مريض في 2011 أغلبهم من منطقة رقان، بينما استقبلت حوالي 175 حالة العام الماضي. وأدلت السيدة قاسمي بهذه التصريحات على هامش الملتقى الوطني الرابع حول شبه الطبي في مصالح الاورام السرطانية الذي نظم امس بالجزائر،لمناقشة وطرح الصعوبات التي يواجهها هذا السلك الطبي في التكفل بمرضى السرطان،في ظل نقص الامكانيات وارتفاع عدد المصابين بهذا المرض. ولتوضيح هذه الصعوبات قدمت عدة محاضرات من طرف أخصائيين تطرقت لمواضيع ذات صلة منها ''علاج السرطان والأمل في المستقبل... وكيف يتعايش ممارسو شبه الطبي مع مهنتهم في بلدان المغرب العربي''، ''العلاج الكيميائي''، ''كيف يتعامل المعالج مع المريض''، كما تم الاستماع إلى شهادات بعض المصابين بالسرطان. وبالنسبة للسيدة قاسمي فإن الهدف من الملتقى هو تشجيع العاملين في سلك شبه الطبي بمصالح السرطان باعتبارهم يقدمون خدمات خاصة، ويعيشون ضغوطا كبيرة. وصرحت لنا على الهامش أنها ترى بأنه من الضروري أن يتم النظر لهذا السلك ك''تخصص'' مختلف عن التخصصات الأخرى، داعية إلى تحسين ظروف عمل هؤلاء وكذا إتاحة تكوين خاص لهم، واعترفت بأن نقص التكوين وتوظيف أناس لاعلاقة لهم بالمجال هو الذي يقف وراء سوء استقبال المرضى أو عدم توجيههم. واعتبرت أن نقص الإمكانيات لاسيما الأدوية والاسرة يضع الممرص مثلا في وضع لايحسد عليه عندما يضطر للإفصاح أمام مريض جاء من اقصى الجنوب بانه لايوجد مكان له من أجل التكفل به. وتحدث عاملون في سلك شبه الطبي عن الصعوبات التي يواجهونها ميدانيا وبصفة يومية ومنها طريقة مصارحة المريض وعائلته بحالته الصحية لاسيما إذا كانت خطيرة، حيث تمت الإشارة إلى الاختلاف في التعامل بين مريض وآخر وهذا حسب شخصيته ومعتقداته، لكنهم اعتبروا انه من الضروري تكوين هؤلاء في المجال النفسي من جهة وكذا استفادتهم من جلسات جماعية نفسية علاجية لمساعدتهم على تخفيف حدة الضغط عليهم. وأكدت شهاداتهم غياب أي تكفل نفسي بهم، رغم توفر قاعات خاصة بذلك، وهو ما أرجعوه لضغط العمل ونقص الإمكانيات والموارد البشرية ... وضع لايجدون أمامه إلا التنفيس بين الفينة والأخرى بين بعضهم البعض، عن طريق الحديث المتبادل.