استمتع زوار الأسبوع الوطني للسياحة الذي احتضنته مدينة بومرداس من 22 إلى 26 جوان الجاري بلوحات فنية تزواج بين ثقافات مناطق مختلفة من الوطن، وعلى مدار خمسة أيام تسابق المشاركون في عرض برامجهم التي تنوعت بين الرقص الفولكلوري ومعارض للصناعة التقليدية والنحاس والخزف، إلى جانب توزيع مطويات عن وجهات سياحية متعددة تشجيعا للسياحة الوطنية. كشفت السيدة صبرينة باشا مديرة السياحة لولاية بومرداس في لقاء خاص مع ''المساء'' أنه تم اختيار ال25 جوان كيوم وطني للسياحة، وقد اختيرت بومرداس كأول محطة لاحتضان فعاليات الاحتفالية التي تهدف بالدرجة الأولى الى تشجيع السياحة الوطنية من خلال إبراز الثراء والتنوع للمؤهلات السياحية، والمنتوج الحرفي والثقافي المميز للجزائر، وعلى هذا الأساس أدرجت مشاركة حوالي 20 ولاية في هذه الاحتفالية التي اختتمت فعالياتها بدار الثقافة لمدينة بومرداس. وعكس البرنامج المسطر لأسبوع السياحة تنوعا كبيرا بين العروض الفولكلورية التي أبهجت الزوار، ونشاطات ثقافية تراوحت بين المعارض والألعاب التنافسية على شواطئ قورصو وبومرداس وزموري ودلس. وعلى هامش زيارة ''المساء'' لمكان احتضان الأسبوع السياحي، كان لها لقاء مع بعض المشاركين الذين أبدوا ترحيبا كبيرا بفكرة الاحتفال بالسياحة، وهذا من خلال الجمع بين عدة ولايات في ولاية واحدة ما يسمح بالتعريف المتبادل بالمقومات السياحية لكل ولاية، ناهيك عن تبادل التجارب والخبرات خاصة بالنسبة للحرفيين الذين تشابهت صناعاتهم واختلفت في اللمسات. السيد بن عبو بشير من تيميمون بولاية ادرار بالجنوب الجزائري قال إن مشاركته في الطبعة الأولى للسياحة جاءت تكملة لمشاركات كثيرة له ولجمعيته ''تيفاوتزيري'' للمحافظة على الأصالة والتراث في صالونات وطنية وأخرى دولية، وثمّن المتحدث هذه الخطوة معتبرا أن إقامة صالونات وأسابيع للسياحة من شأنها التعريف بالوجهات السياحية من جهة، ونسج تزاوج فعال بين الثقافات من جهة أخرى، وقد لقيت الفرقة الفولكلورية لجمعية ''تيفاوتزيري'' التي أبدعت في عرض لوحات فنية لمعزوفات تناسقت حناجر الأعضاء في ترديد مدائحها، مثلما تناسقت رقصاتهم الإيقاعية على وقع ''القرقابو'' و''الدربوكة''، ورددت الفرقة باللغة الشلحية (لغة محلية بتيميمون) مديحا دينيا لخصه لنا بن عبو بشير بالقول: ''أرجال الله سلموا على رسول الله.. سيدنا جبريل اكريغ تلوحت (يكتب لك في اللوح).. سيدنا محمد خيراك صوصّلاص (يبلغ رسالات ربه).. '' إلخ من جهته اعتبر حرفي الخزف الفني الشاب عبد الرحمان مدور أن إقامة أسبوع وطني للسياحة تساهم في إثراء الفنون الحرفية من خلال الجمع بين عدة عارضين وصانعين من ولايات متعددة ما كان الشاب الحرفي ليستطيع زيارتها بنفسه، خاصة وأنه دائم البحث عن التجديد في مجال حرفته اليدوية.. واعتبر السيد موسى بوسيف رئيس جمعية المنار الاجتماعية لبسكرة ان إنجاح أي تظاهرة اما محلية أو وطنية يعود بالدرجة الأولى إلى إيمان الأشخاص أنفسهم بالتظاهرة، وتخصيص أسبوع وطني للسياحة يجمع العديد من المشاركين يجعل الترويج بالمنتوج السياحي أسهل، والأهم تجاوز النقائص كيفما كانت ومحاولة تلافيها في طبعات أخرى قادمة حتى تكتسب التظاهرة جوهرا خاصا بها يؤسس لثقافة سياحية وطنية على أسس متينة.