الجزائر منجم ثقافي كبير مايزال في كثير من المناطق خاما لم يستخرج تبره، وصدق الشافعي حين قال: ''والتبر كالترب ملقي في أماكنه .. والعود في أرضه نوع من الحطب''، ونظرا لتنوع الثقافة في الجزائر وكنوزها المتناثرة هنا وهناك خصوصا تلك التي بصحرائنا نظمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ملتقى ببشار حول: ''دور علماء السّاورة في خدمة الثقافة الجزائرية ,2010 ونظرا لأهمية هذا الملتقى والمادة الثقافية الدسمة التي تقدم بها الباحثون والدراسون، نشرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في منشوراتها أعمال هذا الملتقى مؤخرا. الكتاب تضمن كلمة وزير الشؤون الدينية والأوقاف في هذا الملتقى الذي اعتبره اقتفاء لأثر السلف الصالح، حيث كانت الزوايا منارات في التعليم ونشر العلم، وكان من أساليب نشر العلم تفاوت، إذ نجد في آثارهم التعاليق التي كانوا يكتبونها على هوامش الكتب. وأضاف وزير الشؤون الدينية في ملقتى القوافل العلمية، القافلة التي احتضنتها بشار: ''فإن هذه القافلة العلمية تعمل على التلاقي والمناقشة وتناول الأفكار ونشر الثقافة''. ومن جملة ما تضمّنه الكتاب، التعريف بفن الخط وذلك من خلال الخطاط محمد بن أبي القاسم القندوسي المتوفى عام 1278 ه / 1861م) والذي قام بتقديم وترجمة حياة هذا الفنان الخطاط، الدكتور محمد تحريشي، حيث أكد في مداخلته أن المراجع المهتمة بالخط العربي لم تقيد إسم هذا الخطاط الجزائري الذي ارتقى بخطه إلى مستوى جمالي، مع مراعاته الجانب الوظيفي التواصلي، ومدى الإضافات الجمالية والنوعية التي استطاع القندوسي أن يزين بها الخزانة العربية. أما الأستاذ بوبكر بن علي من جامعة بشار، فقد تناول منطقة الساورة تفاعل ثقافي وتواصل تاريخي، حيث استعرض الإطار الجغرافي، التواجد الإنساني، العهد الإسلامي، مقاومة السكان للغزو الفرنسي، التمركز الإستعماري، السياسة الإستعمارية، الحركة الوطنية، الثورة التحريرية. أمّا الأستاذ محمد الكبير فقيقي فقد تناول موضوع تناول الطرق الصوفية في إقليم الساورة، اللغة والفقه من خلال ألفيه ابن مالك ومتن ابن عاشر'' فقد تناول هذا الموضوع الأستاذ محمد بن حمو من جامعة بشار، وبدوره الأستاذ عبد الله حمادي الادريسي من جامعة بشار فقد ركز في بحثه ودراسته على كتابات أبي محلي نزيل الساورة (1021 ه/ 1612م) من مصادر تاريخ هذه البلاد وتخومها المجاورة، كما تناول الأستاذ محمد برشان من بشار، الشيخ أحمد بن أبي محلي الفقيه السياسي. ونجد في هذا الكتاب دراسات وموضوعات دسمة عن هذه المنطقة ''الكنز'' منها دراسة في البعد الثقافي من خلال وصايا الشيخ سيدي محمد بن بوزيان، للأستاذ بلهادي خلادي، والعلم والعلماء في رحلة عبد الكريم بن محمد البكري التمنطيطي، وقراءة في مخطوط: منهل الظمآن ومزيل الهموم والكروب والآحزان في كرامة الشيخ الحاج محمد بن أبي زيان، كما توجد في الكتاب صور خاصة بالخط والمخطوطات، تميز الكتاب بالتعريف بعلماء جنوبنا الكبير ويحتوي على 175 صفحة من القطع العادي من منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف - الجزائر - .2