ناشد، مؤخرا، العشرات من الفلاحين والي ولاية ميلة بضرورة التدخل لتوفير هياكل وأماكن لتفريغ وتخزين محاصيلهم الفلاحية، في ظل العجز الكبير الذي تشهده مخازن الحبوب التابعة للديوان الوطني للحبوب و البقول الجافة ببلدية ميلة. وحسب تصريحات بعض الفلاحين ل ''المساء''، فإنهم ظلوا منذ قرابة عشر سنوات، وبعد تهديم مخزن الحبوب بوسط مدينة ميلة يلجأون إلى المستودع الكائن بالمنطقة الصناعية طريق زغاية، والذي لا يتوفر حسبهم على أدنى الشروط الملائمة لتفريغ وتخزين محصولهم الفلاحي، كونه ضيقا ولا يكفي لإستقطاب منتوج الحبوب بمختلف أنواعه لهذا السنة، بالإضافة إلى وجود مفرغة بمحاذاته تابعة لديوان التطهير بميلة. وأكد محدثونا أنهم يقضون أوقاتاً طويلة في طوابير الإنتظار من أجل تسليم حمولاتهم وهذاراجع - كما يقولون- لقلة اليد العاملة به، إذا تتوفر على ثلاثة عمال فقط والذين لا يستطيعون لوحدهم تفريغ قرابة 3000 قنطار من الحبوب يوميا، مما أدى هذا الوضع إلى تكديس أكياس القمح أمام المستودع المخصص للتخزين وقد أصبحت هذه الأكياس عرضة للتلف، خصوصا في ظل انتشار الخنازير والجرذان بتلك المنطقة. كما أن هذه الوضعية التي تتأزم يوما بعد يوم، تنذر بتأخر إنهاء موسم الحصاد والدرس لهذا العام لأن معظم المحصول لهذه السنة لم يسلم بعد إلى مصالح ديوان الحبوب بميلة، حيث سيبقي حبيس سنابله وستذهب منه آلاف القناطير في مهب الرياح، رغم وفرته بسبب احتمال تعرضه للتلف أو لامتداد السنة النيران له، إذا لم تتخذ الجهات المعنية حلولا سريعة لإيجاد أماكن أخرى للتخزين.