في مدينة عين البنيان ولدى زيارتنا لمينائها الشهير ''ميناء الجميلة'' المعروف باسم ''لامدراق'' لم يستقطبنا ذلك الجمع الغفير من المصطافين الذين جاءوا للاستمتاع بنسيم الشاطئ وقضاء أمسية مريحة هناك ولا حتى المطاعم المختلفة التي تقدم أطباق السمك الطازج بل إن ما لفت انتباهنا هم أولئك الأشخاص الذين نزلوا من أحد المراكب مرتدين بذلة الغوص والذين تبعت جريدة ''المساء'' خطاهم ليسمح لنا بزيارة نادي الغوص ومركز ممارستهم لهذه الرياضة. ''نادي علي - سوب '' للغوص (نسبة إلى مؤسسه ومديره علي يعلاوي) (وسوب كلمة انجليزية تعني الأعماق) من بين نوادي الغوص الثلاثة التي تعدها مدينة عين البنيان، أعيد فتحه منذ عشر سنوات من قبل مديره السيد علي يعلاوي (أحد المعلمين المدربين بالنادي) بعد أن قام بترميمه وإعادة تجهيزه بأحدث المعدات التي تتطلبها هذه الرياضة بعد سنوات من الإهمال. ويعتبر نادي ''علي-سوب'' من تلك النوادي التي تقدم دورات تدريبية في جميع المستويات سواء تعلق الأمر في تكوين المحترفين أو الهواة الراغبين في استكشاف أعماق البحار والتعرف على هذا النشاط الرياضي، وهو ما أوضحه لنا أحد المعلمين هناك قائلا إن ''المركز مستعد لتكوين المنخرطين في جميع المستويات التي تدخل في إطار هذه الرياضة وفي مختلف الدرجات المعمول بها من قبل الفيدرالية العالمية لنشاطات الغوص البحري والمصادق عليها من قبل الاتحاد الجزائري للإنقاذ والإسعاف ونشاطات الغوص البحري بدرجة ''غواص ''1 في الدورة الأولى، وهي الدورة التدريبية التي يتعرف فيها الغواص المبتدئ على قواعد السلامة وعلى تلك الإشارات المعتمد عليها للتواصل تحت الماء على عمق يتراوح ما بين 3 إلى 20 مترا في نهاية الدورة، والتي تتراوح مدتها ما بين 4 إلى 5 عطل نهاية أسبوع، حيث تقدم خلالها دروس نظرية وحتى 20 درسا عمليا، بالإضافة إلى توفير المعدات الخاصة بالغوص من طرف النادي في هذه المرحلة (بدلة الغوص، الأحزمة، الأقنعة وغيرها ). أما الدورة الثانية: درجة ''غواص ''2 والتي يمكن المباشرة فيها بعد الحصول على الدرجة السابقة وبعد 30 درس غوص، حيث يمكن للغواص أن يتمرن مع غواصين آخرين من نفس الدرجة، بالإضافة إلى حضور غواص من الدرجة الثالثة في عمق يتراوح ما بين 20 إلى 25 مترا. أما الدورة الثالثة: درجة ''غواص ''3 فهي الدورة التي تمكن الغواص من تعلم التقنيات التي يوصي بها اتحاد الغوص ويصبح قادرا على تدريب غواصين من الدرجة السابقة والغوص في عمق يتراوح ما بين 30 إلى 40 مترا، وهي الدرجة التي تمكنه من الغوص في مواقع حطام السفن واكتشاف المغارات، بالإضافة إلى دخول عالم الاحتراف في هذه الرياضة بل مهنة يمكنه ممارستها بعد تخطي درجات: مدرب للغوص 1 و2 و3 حيث تعتبر أعلى المراتب. وعن ميزات هذا النادي يقول ذات المتحدث إن موقعه في قلب ميناء الجميلة جعله يستقطب العديد من الهواة وحتى الزوار الراغبين في زيارة المركز فقط، فحسن الاستقبال الذي حظينا به من بين الميزات الأخرى التي جعلت جريدتنا تسعى لزيارته، كما أن المركز يتوفر على مركبين ولا تفصله على البحر إلاّ بعض الأمتار فلا داعي لقطع مسافة طويلة للوصول إلى موقع التدريب. كما لاحظنا ذلك الشغف الذي بدا على المدربين في تعليمهم لطرق الغوص، بالإضافة إلى الجو العائلي السائد في النادي بين مختلف الأعضاء المنخرطين بمثابة ضمان وأمان بالنسبة لهؤلاء الراغبين في اكتشاف هذا العالم. ومن الخصائص الأخرى التي ميّزت هذا النادي هو التنظيم الذي يعمّ فيه داخل مساحته الصغيرة التي يتربع عليها، مكان يسر كل من يزوره فهناك مساحة صغيرة مخصصة لضاغط الهواء وغرفتان مخصصتان لتغيير الملابس وتخزين معدات الغوص من البدلات وقارورات الأوكسجين، بالإضافة إلى مرشات للاستحمام بعد العودة من البحر، كما يتوفر النادي على قاعة مخصصة لتقديم الدروس النظرية. وتبقى أبواب النادي مفتوحة طوال السنة ماعدا شهر رمضان أمام الجميع شريطة التمتع بصحة جيدة والخلو من الأمراض أو العوارض الصحية التي تعيق الغوص في الأعماق، والذي يتطلب جهودا كما يمكن أن يضم إليه من 20 إلى 25 متربصا في الفريق الواحد. ولا يقدم النادي دورات تدريبية حول تقنيات الغوص فحسب، بل يقوم بتوعية وتحسيس المنخرطين من مختلف الأعمار من أجل حماية البيئة البحرية ليصبح هذا الهدف المحور الأساسي الذي يدور حوله هذا التكوين مع المزج بين متعة اكتشاف خبايا أعماق البحر والحفاظ على الثروة البحرية.