يتزامن الشهر الفضيل هذا العام مع فصل الحر، ومعه تتواصل مختلف الأنشطة الفنية والثقافية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، إذ سطّر القائمون على التظاهرة عدّة مواعيد لشهر أوت الجاري من أيام ثقافية دولية، عروض مسرحية وأخرى سينمائية وكذا جولات فنية. تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، تحمل في أجندتها لشهر أوت معرضين، حيث سيتزيّن متحف الفنون والتاريخ بوسط مدينة تلمسان بمعرض عن ''قلعة بني حماد، قبس من التاريخ'' الذي سيتطرّق إلى عاصمة الدولة الحمادية، التي كانت واحدة من الحظائر المعروفة القوية في كامل شمال إفريقيا، وتعتبر رمزا لرخاء وثراء الدولة الحمادية. ويحوي المعرض الآثار والبقايا المكتشفة في قلعة بني حماد، والتي جيء بها من المتاحف الوطنية لسطيف، قسنطينة، الجزائر ومتحف الموقع بالقلعة، وقسّم إلى 8 أجنحة رئيسية، عرضت فيها مختلف اللوحات والمجسّمات والبقايا المكتشفة، وقد تمّ تخصيص كلّ جناح للمتجانسات التي تنتمي إلى عائلة واحدة، فالطابق الأرضي خصّص للآثار المكتشفة من بقايا وجدران القلعة، إضافة إلى مجسّمات القصور وجسم المسجد ومنارته. أمّا الطابق العلوي فقد احتوى كلا من جناح الرخاميات، جناح الخزف المعماري، جناح النحت وشواهد القبور، جناح الفخار، جناح الحلي والمعادن وجناح النوميات، كما خصّصت قاعة للسينما تعرض فيها أهم الوثائق والمعلومات في أشرطة فيديو يستطيع من خلالها الزوار التعرف أكثر على القلعة. أمّا المعرض الثاني الذي يحتضنه قصر الثقافة بإمامة، فيتوقّف عند ''التراث الثقافي غير المادي في البلدان الإسلامية'' الذي يهدف إلى حفظ وإدامة العادات والتقاليد في البلدان الإسلامية، خاصة تلك التي قامت منظمة اليونسكو بتصنيفها بهدف حفظها وصيانتها. مسرحيا، سيعرف شهر أوت الجاري، تقديم تعاونيات الشلف لمسرحية ''عقد الجوهر'' التي يعود نصّها إلى امحمد بن قطاف، وإخراج ميسوم لعروسي. كما سيقدّم المسرح الجهوي لأم البواقي مسرحية ''ديوان القراقوز'' عن نص لولد عبد الرحمان كاكي بكلّ من تلمسان والوادي. ويعرض المسرح الجهوي لباتنة ''حلاج الخبز.. حلاج الفقراء'' عن نص لمحمد قاسم وإخراج حيدر بن حسين، والتي ستتضمّنها جولة مسرحية تشمل العديد من الولايات من بينها تلمسان، عين تيموشنت، سيدي بلعباس، وهران، سعيدة، معسكر، تيسمسيلت، تيارت، باتنة، قسنطينة، عنابة، قالمة، سكيكدة وأم البواقي. وبالمركز الدولي للصحافة لتلمسان، سيتمّ إعادة عرض 12 فيلما وثائقيا أنتجت ضمن الفعاليات السينمائية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، حيث برمج - بمعدل ثلاثة أفلام وثائقية كلّ أسبوع إلى غاية نهاية شهر رمضان - كلّ من ''الشيخ قدور بن عاشور''، ''بستان تلمسان''، ''المسجد الكبير''، ''تلمسان، او النوبة الأندلسية''، ''الحاجة لالة مغنية''، ''تلمسان الشجرة الطيبة''،'' الحاج عبد الكريم دالي''، إلى جانب ''عبد الكريم المغيلي التلمساني''، ''سيدي بومدين شعيب الغوث''، ''حلم النسور''، ''سيدي محمد بلقايد''، و''أحمد بن زكريا لتلمساني''. ولإمتاع أكبر عدد من سكان ولاية تلمسان، تم إعداد برنامج ''السينما المتنقلة'' التي تجوب كافة دوائر الولاية على غرار ندرومة، الرمشي، صابرة، بن سكران، سيدي عبداللي، شتوان، بني سنوس، أولاد ميمون، آيت تالوت ومغنية، وذلك لتمكين سكانها من مشاهدة كل الأفلام المنجزة في إطار التظاهرة. وبعد الأيام الثقافية للإمارات العربية المتحدة، تحلّ من الحادي عشر إلى الرابع عشر أوت الجاري، الجمهورية البولندية ضيفة على ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' ليأتي دور جمهورية أندونيسيا من السابع سبتمبر القادم إلى العاشر منه. هذا دوليا، أمّا على صعيد الأسابيع الثقافية الوطنية وبعد الأغواط وبسكرة، تحلّ كلّ من تندوف، إيليزي، ادرار وتمنراست ضيوفا على الجوهرة من الثامن عشر إلى الرابع والعشرين أوت الجاري، لتقدّم أبهى ما يحمله تراثها الثقافي والحضاري الضارب في التاريخ. برنامج الجولات الفنية لشهر أوت، يحمل الكثير من الحفلات التي تحييها كوكبة من الفنانين الجزائريين على غرار دباش جمال الدين، عبده علي سيدي، عبد المجيد مسكود، حسينو فاضلي، رابح اسماعيل، محمود شايد، بوجمعة بوسدر، عزيوز رايس، حميدو، بوعلام شاكر، نسيم بور، امين حوكي، يوسفي توفيق، قانة المغناوي، نعيمة الدزيرية، إلى جانب فرق ''المطربية''، ''القيصرية''، ''نجوم الليل''، ''قناوة الواحة''، ''أنغام الصحراء''، ''إيكوزيوم''، ''جبال الطاسيلي''، وكذا ''أفروزاف'' وغيرهم ممن سيمتعون جمهور تلمسان، عين تيموشنت، وهران، سيدي بلعباس، سعيدة، البيض، معسكر، النعامة، بشار وتندوف.