رفضت 400 عائلة تقطن بحي ديار الشمس بالمدنية، أمس، المشاركة في عملية الترحيل ال25 التي تنظمها ولاية الجزائر بعد أن جندت السلطات المحلية كل الإمكانيات المدنية والبشرية، حيث ركنت الشاحنات والحافلات بحي بئر توتة في الوقت الذي فضل سكان الحي مواصلة الاحتجاجات مطالبين السلطات بإسكانهم مع باقي سكان الحي المرحلين إلى حي السبالة ببلدية بئر خادم. من جهتها، أعربت 1200 عائلة كانت تقطن بالشاليهات ببرج الكيفان والرويبة عن ارتياحها لنوعية السكنات المرحلة إليها بأحياء كل من بني مسوس وعين المالحة ببلدية جسر قسنطينة. وكانت حالة من الترقب قد شهدها حي ديار الشمس صباح أمس بعد أن أغلق شباب الحي كل مداخله بالمتاريس والعجلات المطاطية في الاحتجاجات التي عرفها الحي خلال الأيام الأخيرة. ومن جهتها، بادرت مصالح الأمن إلى قطع الطريق المؤدي إلى وسط بلدية بئر مراد رايس حفاظا على الأمن العام، وحسب سكان الحي الذين رفضوا التنقل إلى سكناتهم الجديدة بحي بئر توتة فإن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى نوعية السكنات التي يقولون عنها إنها ''ضيقة''، وبما أنهم مالكون للسكنات بديار الشمس فمن حقهم -حسب قولهم- الحصول على سكنات لائقة، وهم يقترحون على السلطات المحلية نقلهم إلى حي السبالة ببلدية بئر خادم نظرا لما يتوفر عليه من مرافق حيوية من جهة، وحتى يجتمع السكان مع جيرانهم ممن رحلوا إلى الحي في الأشهر الأولى من السنة الجارية. أما موقع عين المالحة بحي عين النعجة ببلدية جسر قسنطينة فقد شهد منذ عشية أول أمس عملية ترحيل سكان الشاليهات بكل من حي ميموني ببلدية برج الكيفان وعددهم 122 عائلة، وحي بورعدة ببلدية رغاية وعددهم 191 عائلة وحي ذراع قندوز بالرويبة الذي يضم 299 عائلة وسكان حي بن طلحة وعددهم 25 عائلة، أما سكان حي جنان حسان ببلدية وادي قريش البالغ تعدادهم 206 عائلة فقد تم ترحيلهم إلى أحد الأحياء الجديدة ببلدية بني مسوس، وحسب الأصداء الأولية للسكان فقد ساد جو من الارتياح والفرحة وسط السكان الذين تسلموا مفاتيح سكناتهم الجديدة مع بزوغ فجر أمس بحضور السلطات المحلية للبلديات المضيفة، كما تم طمأنة السكان بتوفير كل وسائل النقل وضمان مقاعد بيداغوجية للتلاميذ مباشرة بعد الدخول المدرسي، بالإضافة إلى برمجة العديد من المشاريع الجوارية منها مساحات خضراء للعب الأطفال ومحلات تجارية. وحسب تصريح السيد محمد إسماعيل مدير السكن لولاية الجزائر فإن عملية الترحيل ال25 تدخل ضمن البرنامج الوطني لتطهير النسيج العمراني، وستبقى مستمرة حسب المشاريع السكنية الاجتماعية المسلمة، على أن تمس الأحياء الشعبية التي تضم اليوم 1997 عائلة وستة أحياء قصديرية تضم 618 عائلة وباقي الشاليهات التي تضم 630 عائلة، على أن تشرع مصالح الديوان الوطني للترقية العقارية بتفكيك الشاليهات وإزالة كل البيوت القصديرية والسكنات الهشة مباشرة بعد ترحيل السكان، علما أن عمليات الترحيل ستمتد إلى غاية شهر جوان .2012 وبالنسبة لعملية الترحيل الأولى بالنسبة للموسم الجديد والتي برمجت على ثلاث مراحل، أشار المتحدث إلى أنها تشمل 13 موقعا لاستقبال 3245 عائلة يتم ترحيلها إلى 36 حي جديد، وجند لإنجاح العملية أكثر من 9 آلاف عون و9 آلاف شاحنة بالإضافة إلى 70 حافلة لنقل المواطنين. ومن جهته، أكد المدير العام للديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري لحسين داي، السيد محمد رحايمية، أن ولاية الجزائر وزعت منذ بداية السنة وإلى غاية شهر جوان الفارط 2400 وحدة سكنية، وخلال الأربعة أيام القادمة ستوزع 3200 وحدة، على أن تستلم ولاية الجزائر خلال الأشهر التسع القادمة 20 ألف وحدة سكنية منها 3 آلاف وحدة ستوزع على اللجان المختصة بدراسة طلبات السكن الاجتماعي. أما فيما يخص وضع سكان حي ديار الشمس الذين رفضوا الانتقال لسكناتهم الجديدة، أشارت مصاردنا إلى إعداد تقرير مفصل عن الوضع سلم إلى والي ولاية الجزائر، السيد محمد كبير عدو، الذي عقد عشية أمس اجتماعا مطولا مع كل إطاراته للبت في القضية.