تفتقر أغلبية مدارس تعليم السياقة على مستوى العاصمة لمضامير التدريب وغياب مراكز متخصصة ومجهزة تضمن للمترشحين إجراء الامتحانات في ظروف جيدة، وهو الأمر الذي يضطر عددا كبيرا من أصحاب مدراس تعليم السياقة إلى كراء أماكن، ظرفيا، على مستوى حظائر ركن السيارات، أو التوجه إلى خارج النسيج الحضري للعاصمة. أكد رئيس فدرالية مدارس تعليم السياقة، زين الدين أودية ل ''المساء''، أن ولاية الجزائر تعد من أكثر المناطق على المستوى الوطني التي تشهد نقصا حادا في عدد المضامير المخصصة لتلقين دروس تعليم السياقة، مما يجبر أغلبية أصحاب المدارس على التوجه إلى خارج العاصمة باتجاه البلديات شبه الحضرية لولاية الجزائر، بحثا عن أماكن لتعليم الدروس التطبيقية للسياقة في ظل قلة عدد الأماكن المخصصة لذلك. وأشارالمتحدث أن ولاية الجزائر لا تتوفر إلا على أربعة مضامير بكل من بلدية بئر توتة، الشراقة، الرويبة، وبالقرب من ملعب 5 جويلية، وهي لا تكتفي بالنظر إلى العدد الكبير لمدراس تعليم السياقة، والتي يتجاوز عددها 450 مدرسة موزعة عبر بلديات العاصمة، الأمر الذي يترتب عنه عدة صعوبات تجابه أصحاب مدراس تعليم السياقة في تمكين المترشحين من تلقي الحصص التدريبية. وقال المتحدث أن التغيير الذي جاء في القانون الجديد الخاص بتعليم السياقة قلصّ من مدة إجراء الامتحانات من شهر كامل إلى15 يوما فقط، وهو الوضع الذي سيساهم في تعقيد الوضعية وتعسير في تلقين الدروس التطبيقية للمترشحين المقبلين على اجتياز إمتحان رخص السياقة بمختلف الأصناف. وقد أصبحت أزمة قلة مضامير تلقين دروس السياقة مطروحة بقوة خلال الفترات الأخيرة، لاسيما عبر البلديات الواقعة بالنسيج الحضري لولاية الجزائر، بسبب غياب أماكن حتى لركن السيارات، إلا فيما يخص بعض التنازلات التي تقدمها بعض البلديات بتخصيص أماكن مجاورة لبعض الحدائق العمومية، أو استغلال بعض مساحات شاغرة للأسواق الأسبوعية في غياب البديل الذي بإمكانه احتواء المشكل، والذي يخص توفير أماكن مهيأة لإجراء الإمتحانات وتلقين الدروس. وفي السياق، أوضح رئيس فيدرالية مدارس تعليم السياقة أن وزارة النقل خلال اجتماع جمعه ببعض المسؤولين، أن ولاية الجزائر ستستفيد من أربعة مضامير جديدة مع نهاية السنة الجارية، لتعليم السياقة وتمكين أصاحب المدارس من إعطاء الدروس التطبيقية للمترشحين المقبلين على اجتياز الامتحان، مشيرا أن الوزارة الوصية وعدت، على لسان مسؤوليها خلال اجتماع النقابة بهم بداية شهر مارس، بالتكفل بكل المطالب التي دعا لتجسيدها أصحاب مدراس تعليم السياقة ومن بينها فتح 60 مضمارا جديدا إلى غاية مطلع سنة 2012 تضاف إلى 40 مضمارا توجد على المستوى الوطني، وهو العدد الذي يبقى قليلا جدا بالنظر إلى عدد المدارس التي أصبحت تتضاعف كل سنة.