قالت السيدة زهية بن شيخ مديرة دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا في حوارها مع''المساء''، أنه تم التركيز على فناني تلمسان في الطابع الأندلسي بتظاهرة النوبة أكثر بكثير من فناني العاصمة وقسنطينة، نظرا لأن عاصمة الزيانيين تحتضن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .2011 كيف خطرت في بالكم فكرة تكريم عمالقة الفن الأندلسي من المدارس الثلاث (الجزائر العاصمة وتلمسانوقسنطينة) في تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011؟ ؟ كمسؤولة عن دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا، سطرنا برنامجا يضم العديد من النشاطات ومن بينها تكريم قامات الفن الأندلسي الذين حافظوا على هذا الفن وطوروه ولقنوه للأجيال اللاحقة، وقد جاءتنا هذه الفكرة على مستوى وزارة الثقافة بعد أن استرجعنا بعض الممتلكات الثقافية المتعلقة بالفن الأندلسي من عائلتي عبورة وبوعلي، فقد كان خير الدين ومصطفى عبورة ومحمد بوعلي، من الأوائل الذين عملوا على توثيق الموسيقى الأندلسية والحفاظ عليها، وفي هذا السياق استطعنا استرجاع مخطوطات وصور وكتب عن هذا الفن. على هامش التكريمات، ماذا يشمل برنامج هذه الفعاليات الذي سيدوم إلى غاية نوفمبر المقبل؟ ؟ ركّزنا في هذا المعرض على الجانب التاريخي لفن الأندلس، وتناولنا في هذا الصدد شخصيات مرموقة في هذا الفن مثل زرياب وابن باجة، كما أوضحنا الطريق الذي انتقل منه هذا الفن وهذا من الأندلس والى غاية الجزائر، وتطرّقنا أيضا إلى مسائل أخرى مثل تحوّل طابع النوبة من أربعة وعشرين إلى أربعة عشر. كيف كانت رحلة بحثكم في عالم النوبة؟ ؟ تلقينا في هذه المهمة مساعدة كبيرة من أساتذة جامعيين، كما اهتممنا بإبراز أنواع الآلات الموسيقية المستعملة في الأندلسي، ومن ثم تناولنا المدارس الكبرى لهذا الفن، والتي تقع في الجزائر العاصمة وتلمسانوقسنطينة، إلاّ أنّنا ركّزنا بصفة كبيرة على شيوخ الأندلسي في تلمسان، باعتبار أنّ هذه الأخيرة هي عروس للثقافة الإسلامية، نذكر مثلا العربي بن صاري ورضوان بن صاري وعبد الكريم دالي والشيخ الغافور وغيرهم. وماذا عن تخصيصكم حيزا كبيرا لعرض الصور في هذه التظاهرة؟ ؟ نعم، هذا صحيح، وضعنا صورا عديدة تحكي حياة هؤلاء الأساتذة، فمن خلالها يمكن التعرّف على المسار الفني لهؤلاء الفنانين، بالمقابل، ستكون الطبعة القادمة للتظاهرة في الجزائر العاصمة ومن ثم قسنطينة، فنحن نريد فتح نقاش ومن خلال الصور يمكن أن تعرف مسارهم الفني، وهذا مهم جدا في مراحل ومدارس وأساتذة، وقمنا بجولة صغيرة إلى العاصمة وقسنطينة لنصل إلى مرحلة التكوين، ولنقل أنّه من خلال هذا المعرض، نريد أن نفتح نقاشا حول الفن الأندلسي، وكذا دعوة كل من يستطيع أن يثري رصيدنا من المخطوطات والصور في هذا الفن، إلى أن يتقدم ليكون في الأخير مشاركا فعّالا في تطوير هذا الفن الجميل. ما هي المعايير التي اعتمدتم عليها في تكريم الشخصيات المؤدية للفن الأندلسي؟ ؟ اختيارنا للشيوخ المكرمين جاء حسب الوثائق والمعلومات التي نتوفر عليها، وفي هذا السياق أعيد ندائي لإثراء مكتبتنا المتعلقة في الفن الأندلسي، إلى كل من يستطيع ذلك، والدعوة موجهة، خاصة للعائلات العاصمية التي يمكنها أن تزودنا بكل ما يتعلق بالفن الأندلسي مثلما فعلت ذلك العائلات التلمسانية.