يعد حي الشعايبية ببلدية أولاد شبل، الواقعة جنوب العاصمة بنحو 30 كلم، واحدا من الأحياء التي توسّعت بصفة تدريجية في أعقاب العشرية السوداء، بعد أن قطن به النازحون من الولايات الداخلية وآخرون ممن يواجهون أزمة السكن، حيث يعيشون وضعية سكنية صعبة تنتظر تكفل السلطات المحلية بها. وتَغِيب بحي الشعايبية مظاهر التهيئة الحضرية، لاستقباله أعدادا هائلة من النازحين من مختلف المناطق والأحواش المجاورة، حيث يواجه السكان تبعات غياب شبكة الإنارة العمومية التي أغرقت الحي في الظلام الدامس، إذ أن الموجودة منها لا تكفي باعتبارها تقع على حواف الطرق فقط دون توسيعها إلى داخل المجمعات السكنية، ناهيك عن غياب شبكة الغاز الطبيعي بالنسبة للعديد منهم، فضلا عن نقص مياه الشرب بالمنطقة، حيث يضطر العديد من السكان إلى جلبها من الآبار الفلاحية أو شرائها من الصهاريج المتنقلة مقابل أثمان باهظة. كما يشتكي قاطنو الحي نقص وسائل النقل التي تربط الحي، فأغلب الحافلات تتخذ مواقف بعيدة عن هذا الحي بقرابة واحد كلم، مما يضطرهم إلى قطعها مشيا على الأقدام، حيث يواجه السكان عدة عقبات من أجل الوصول إلى حيهم أو الخروج منه خاصة بالنسبة للذين يضطرون للخروج في الصباح الباكر أو عند حلول الظلام، على أمل أن تتدخل السلطات المحلية من أجل فك العزلة عن السكان وإدراج جملة من المشاريع التي تحسن ظروف السكان، خاصة الشباب الذي يعاني انتشار ظاهرة البطالة. من جهتها العائلات الجديدة التي رحلت من بلدية باب الوادي إلى عمارات جديدة بالشعايبية، انتقدت أيضا الوضعية، حيث أن حي الشعايبية يعرف عزلة لا نظير لها، كما أن كل المرافق الضرورية تنعدم فيه خاصة فيما يتعلق بالأسواق، إذ يضطرون للذهاب إلى الجزائر العاصمة قصد التسوق، ناهيك عن غياب مركز للتكوين أو دار للشباب يقضي فيها أولادهم أوقات فراغهم، كما ناشدوا السلطات الولائية بضرورة التدخل العاجل من أجل تهيئة الحي ودفع عجلة التنمية به بتهيئته وإنجاز هياكل قاعدية به، وتوفير النقل الذي أرهقهم، خاصة وأن رحلة الذهاب إلى الجزائر العاصمة حيث يعمل الكثير منهم، تزيد عن ال 3 ساعات. من جهتها، أكدت السلطات المحلية لبلدية أولاد شبل بأنها برمجت لحي الشعايبية، الذي يعد من بين أكبر أحيائها، عدة مشاريع؛ بعضها أُنجز وبعضها في طريق الإنجاز، والبعض الآخر لا يزال حبيس الأدراج بسبب نقص الإمكانيات المادية للبلدية التي كانت ميزانيتها في السنوات السابقة لا تغطي أجور عمالها، لكن ولأول مرة هذه السنة، تم تخصيص ميزانية قدرت ب 15 مليار سنتيم تم تقسيمها حسب أهمية المشاريع. كما ناشد رئيس البلدية السلطات الولائية بضرورة استفادة البلدية من المؤسسات التي تقع بإقليمها، حيث من غير المعقول أن تذهب أموال الجباية إلى خارج البلدية، في حين تبقى أحياؤها دون تهيئة.