أكدت المجاهدة حمروني وردية من مواليد 1925 والتي تنحدر من قرية أبويوسفن، أن فرنسا قهرت الشعب الجزائري بشتى أنواع التعذيب والوسائل الجهنمية التي باشرتها منذ أن وطأت أقدامها أرض الجزائر، حيث لم يُغمض لها جفن ليوم واحد دون أن تزهق أرواح شبان وشابات وتخلف أرامل ومعطوبين، وأن تقتل أطفالا وشيوخا. وأضافت المجاهدة: لقد كنت إبان الثورة أتنقل رفقة جماعة من المجاهدات بين عدة مناطق منها سيدي عيش، عين الحمام، جمعة صهاريج والاحد إيليلتن وغيرها من البلديات لجمع الأكل للمجاهدين، حيث نحضر كل ما نجده، وقمت بذلك لمدة 7 سنوات، حيث كنت أتنقل من مكان لآخر بين الغابات والكامازت والمنازل التي تم تحويلها إلى ملاجئ للمجاهدين، مشيرة إلى أنها في بداية الأمر، كان عملهن في خفية وذلك بطلب من المجاهدين لكي لا يقعن في قبضة ''الحركى''، وبمجرد أن ذكرت نا وردية كلمة ''الوشاية''، أجهشت في البكاء وكأنها استرجعت صورة بشعة عادت إلى ذاكرتها، وهو ما كان فعلا، حيث قالت: لقد سقط نحو 30 شهيدا بسبب الوشاية ومنهم؛ بلقسام حماداش، أورمضان، يحي وعلي وغيرهم. كما قالت أن الوشاية أفقدت فرنسا ذرة من الرحمة في طريقة تعاملها مع الشعب الذي كانت تقوده مثل ما يقود الراعي قطيعه، فبين لحظة وأخرى يفاجئ الجيش الفرنسي سكان القرى ويقتحم المنازل ويقوم بإخراج أهلها إلى وسط القرية أو المساجد ''الجامع'' كما كان يطلق عليه الفرنسيون آنذاك، فيما تقوم مجموعة من الجنود بعملية التفتيش والتخريب. وواصلت المجاهدة حديثها: لقد كنت رفقة المجاهدات نحضر الأكل للمجاهدين ثم ننقله إلى منزل المجاهد رابح وعلي الواقع بتوريرت، واستمر الوضع إلى غاية الاستقلال. وعن اندلاع الثورة، قالت المتحدثة أنه يوم عظيم حين قرر فيه الشعب الجزائري إحداث القطيعة مع سياسة فرنسا الوحشية والهمجية مبدأها القتل والتعذيب. ولقد شارك في حرب التحرير الرجال والنساء معا، حيث وقفت المرأة إلى جانب إبنها، أخيها، أبيها وزوجها، وساندته في كل محنة وفي كل الظروف، وتعرضت المرأة للإهانة، الضرب والتعذيب، والمساس بشرفها، لكن ذلك لم يقض على عزيمتهن وشجاعتهن ولا قوتهن في النضال، فكل واحدة ساهمت بما استطاعت. كما أظهرت للعدو أن سياسته لم تعد مخيف لا الرجل ولا المرأة والكل عازم على مواصلة المشوار والوصول إلى النهاية وتحقيق الحرية-.