قدم عزوز بقاق الوزير الفرنسي السابق المكلف بتكافؤ الفرص، كتابه الأخير "حرب الخرفان"، وذلك في ندوة فكرية نشطها نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، يتطرق من خلاله إلى سنته الثانية ضمن حكومة دوفيلوبان وإلى معارضته لسياسة الهجرة "المنتقاة" · وقد تساءل الكاتب في معرض حديثه عن استخدام الهوية الفرنسية والهجرة كشعارات انتخابية·· معتبرا أن "المعركة السياسية قبل كل شيء معركة إعلامية"، كما عبر بقاق عن اعتزازه بأصوله الجزائرية وبتاريخه وأجداده "المتمردين" من منطقة العلمة، والذين تم ترحيلهم إلى كاليدونيا الجديدة لرفضهم القوانين الدنيئة الاستعمارية، وكذا عن افتخاره بمشواره السياسي·· ليتوقف بعدها بقاق عند خطواته الأولى في عالم السياسة والتزاماته الأولى حيال العائلات المهاجرة، التي تضررت أحياؤها القصديرية من فيضان نهر الرون· وأضاف في هذا الشأن "لقد اكتشفت روح التضامن لدى بعض الجمعيات إزاء هؤلاء المتضررين معتبرا أن العنصرية والتمييز والسلوكات المعادية الممارسة ضد المهاجرين يوميا، تعد من العوامل التي ساهمت في تكوين شخصيته السياسية، و"إحياء" حماسه في الدفاع عن مبادئ معلن عنها بشكل جلي في الخطابات السياسية والنصوص على غرار تكافؤ الفرص والتنوع والاندماج ومكافحة التمييز··· من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن "تجربته السياسية كانت ثرية" وأنه يجب "التحلي بالصبر من أجل المضي قدما وتحريك الأمور"· معتبرا انه "ينبغي احترام قواعد اللعبة والمشاركة في الحياة السياسية، بالرغم من أن المواطنين ذوي الأصول الأجنبية يعتبرون كأصوات انتخابية بسيطة"· وفي سياق حديثه، كشف الوزير الفرنسي السابق عن نيته في انجاز فيلم يتناول موضوع المهجرين الجزائريين إلى كاليدونيا الجديدة، وذلك بالغوص في حيثيات وظروف ترحيل هؤلاء الأشخاص المنفيين بالقوة، والذين تم حشدهم في إحدى البواخر لنقلهم نحو هذه الأراضي البعيدة، بحيث "توفي البعض منهم في ظروف لا إنسانية وهم صائمون في شهر رمضان"· وبخصوص إخراج الفيلم، أشار أن المهمة ستوكل إلى مخرج جزائري، ذلك لأنه سيكون أكثر قدرة على ترجمة أعمال العنف والإهانة والإساءة التي تعرض لها هؤلاء المهجرين عبر الصور"·