المقال الذي أفردناه لعنصرية الكاتب اريك زمور يوم الثلاثاء في الملحق الثقافي في سياق الحديث عن كتابه المسموم – حزن فرنسي – لم يكن موقفا معاديا للشخص بحكم المواقف والأفكار التي يروج لها منذ سنوات والحرية تقتضي أن تحترم كل الآراء، شريطة عدم القذف والاتهام والتجريح والإهانة مع سبق الإصرار والترصد. احترامنا لافكار الرجل لم يتناقض مع قناعة وصفه بالعنصري الذي تجاوز كل الحدود في المدة الاخيرة من خلال إطلالاته التلفزيونية التي لا تعد ولا تحصى ومن بينها تلك التي ظهر فيها على قناة "كانال بلوس" يوم السادس مارس الجاري خلال مناقشته موضوع الهجرة مع رقية ديالو رئيسة جمعية مناهضة للعنصرية ويومها لم يتردد زمور في تقديم دليل أن غالبية العرب والأفارقة يتاجرون بالمخدرات كبرهان على الخطر الداهم الذي يتهدد حاضر ومستقبل فرنسا التي فتحت أبوابها لهجرة لم تستند على معيار الذوبان الإيديولوجي والحضاري في القالب الفرنسي الخالص، وذلك باسم التنوع العرقي والاثني والانفتاح الانساني، والكلام نفسه كرره زمور عشرات المرات في حصص إذاعية ولقاءات صحفية مكنته من تقديم كتابه الذي لم يمنع كما منع كتاب روجيه غارودي – الأسس العقائدية لدولة إسرائيل. وحتى لا يعتقد كل العرب والمسلمين الذين يعيشون في فرنسا أن اليهود أو الصهاينة من وراء زمور ... خرجت أول أمس الرابطة الدولية المناهضة للعنصرية ومعاداة السامية والتحقت بحركة مناهضة العنصرية والصداقة من أجل الشعوب التي يرأسها مولود عونيت جزائري الأصل ورفعت دعوى قضائية ضد صاحب التصريحات العنصرية الشبيهة بتلك التي يتعرض لها اليهود أيضا. وحسب آلان جاكوبوفيكس رئيس الرابطة الدولية المناهضة للعنصرية فإن الكاتب اريك زمور، قد تجاوز حدود التحليل والرأي، ليغرق في عنصرية موصوفة تخص العرق الأمر الذي يعاقب عليه القانون. يجدر الذكر أن عونيت وجاكوبوفيكس لم يكتفيا بالدعوى القضائية ورفعا شكوى للمجلس الاعلى السمعي البصري عن طريق رشيد اعراب الصحفي التلفزيوني الشهير السابق جزائري الأصل وواحد من أبرز مستشاري المجلس. المسلمون الذين وصفهم الكاتب والوزير السابق جزائري الأصل هو الاخر عزوز بقاق بالجبناء لكاتب هذه السطور في مقابلة انفردت بها الفجر... لم يتحركوا الى حد الان بالقدر الذي يؤكد أنهم معنيون فعلا بالإهانة الزمورية ولم يخرجوا في مظاهرة واحدة مستغلين لطافة الطقس الربيعي ونهاية صقيع باريس الذي طال هذه السنة أكثر من اللزوم.