صدرت مؤخرا مجلة ''الجوهرة'' في عددها السادس عشر، متضمنة أهم النشاطات التي شهدتها تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في النصف الأول من الشهر الجاري. خصص العدد مساحة واسعة لذكرى ثورة 1 نوفمبر ,1954 حيث تمحورت كلمة العدد حول رصيد هذه الثورة جاءت بعنوان ''ثقافة التحرر تبدأ من الجزائر''، فيما استعرض بإسهاب وبالصور الفوتوغرافية مشاركة تلمسان عبر مناطقها في الثورة منذ انطلاق رصاصتها الأولى. كما عرض ملف عن ''السواحلية، الغزوات وحد الصبابنة''، وهي محطات كانت مسرحا لمعارك طاحنة وتضحيات خالدة، كما استعرض نماذج من ''دار العذاب'' وغيرها، وكذا عمليات نقل السلاح من المغرب إلى الجزائر مع وقفة خاصة للشهيد العربي بن مهيدي ونشاطه الثوري بالمنطقة الثانية للولاية الخامسة. أسهب العدد أيضا في تناوله لتظاهرة الأيام الثقافية لجمهورية إيران الإسلامية بتلمسان، والتي ترجمت بحق مدى التعانق بين الشرق والغرب الإسلامي، ونشر بالمناسبة حديث مستشار وزير الثقافة والإرشاد الإيراني الدكتور محمد علي أذرشب الذي رأى في تلمسان نموذجا حضاريا مشتركا بين الجزائروإيران. غطى العدد مختلف نشاطات هذه التظاهرة من معارض ولقاءات وكتب ومشاركين منهم الشاعرة، مريم حيدري التي كتبت لتلمسان، إضافة إلى العروض السينمائية، وقد صدق أحد أعضاء الوفد الإيراني حينما قال ''جئنا إلى تلمسان لنقدم أفضل ما لدينا''. تلمسان استقبلت في المنتصف الأول من هذا الشهر نشاطات أخرى، منها عروض الأفلام الوثائقية ك''قنابل برتقالية'' للبناني نيسي الماجد و''بعيد جدا قريب جدا'' الذي يتناول الشخصية السورية. كما استقبلت تلمسان الأيام الثقافية الإيطالية التي تعكس الترابط الحضاري بين ضفتي المتوسط. هناك أيضا وقفة تكريم الى ''السي الغوثي بوعلي'' وابنه محمد الذي كرم في معرض النوبة للموسيقى الأندلسية. عرض ايضا فيلم ''مزاهر تلمسان نساء زاهدات مجاهدات'' يخلد نساء تلمسان حاضرا وماضيا. حرص العدد على إبراز الجانب الاجتماعي والإنساني لتظاهرة تلمسان من خلال زيارة الأطفال المرضى وتخصيص نشاطات لفائدتهم، بالتنسيق مع وزارة الصحة، وذلك حتى يكتمل العرس التلمساني ببسمة هولاء البراعم من مرضى ويتامى ومعاقين.