يعيش شباب بلوزداد أجواء مريحة منذ عودة الفريق بانتصار ثمين من باتنة في الجولة الفارطة، والذي حرك الأمور داخل النادي في الاتجاه الصحيح الذي كان يرجوه اللاعبون والأنصار أيضا، بعد أن كان الوضع على وشك الانفجار بسبب تراكم المشاكل المالية، حيث أدت هذه الأخيرة إلى تراجع في أداء اللاعبين الذين انهزموا في ثلاث مباريات متتالية، واحدة منها سجلت بالملعب المحلي 20 أوت دفعت بالمسيرين إلى الإسراع في إحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية تمثل في استقدام المدرب جمال مناد الذي خلف التقني الإيطالي سوليناس. وقال مصدر من داخل الفريق ل''المساء'' أن اللاعبين كانوا مصممين قبل انتقالهم إلى باتنة على تحقيق ما يمكن أن يبعد عنهم الضغط ويكذب الادعاءات التي كانت تحملهم مسؤولية النتائج الضعيفة للفريق بعد أن وصل بعض الأنصار إلى حد اتهامهم برفع الأرجل في المباريات الثلاثة الفارطة واضطروا إلى مصارحة الأنصار أنهم سيواصلون في الدفاع عن ألوان النادي رغم تقاعس المسيرين عن تلبية مطالبهم المشروعة، حيث أن الأغلبية منهم لم تتلق سوى راتب واحد، وشعروا بتراجع إدارة النادي عن الوفاء بالالتزام الذي قطعته على نفسها في الوقوف إلى جانب اللاعبين في كل الظروف.
الكرة أصبحت في مرمى إدارة النادي ومن الواضح أن الكرة أصبحت الآن في مرمى إدارة النادي التي سارعت أول أمس إلى عقد اجتماع طارئ بعد تلقيها ضغوطا قوية من الأنصار المتشددين الذين فرضوا على المسيرين الإسراع في ضبط عملية تسليم مستحقات اللاعبين، وقال ذات المصدر إن أعضاء مجلس الإدارة توصلوا بصعوبة إلى تجاوز خلافاتهم القائمة حول القيمة المالية التي يجب أن يسددها كل واحد منهم بعد رفض رئيس النادي عز الدين ?انا المساهمة بأكثر حصة مالية، حيث صرح مرارا أنه لا يمكنه تحمل بمفرده أعباء تسيير النادي بعد أن أنفق ما يقارب ثمانية ملايير سنتيم، الجزء الأكبر منها خصص لمسح الديون التي قاربت ستة ملايير سنتيم، و لم يعجب هذا الإجراء الأخير لا أعضاء مجلس الإدارة ولا الأنصار، حيث أجمعوا على أن ?انا تسرع كثيرا بدفع ديون النادي في وقت كان بوسعه إعطاء الأولوية لضبط رواتب اللاعبين الذين استحسنوا من جهتهم ما ذهب إليه مناد الذي وضع استرداد عناصر تشكيلته لمستحقاتها من بين أولوياته. ويجمع أنصار بلوزداد على أن نتيجة باتنة جاءت في وقتها، إذ أن الفريق ينتظره في الجولة القادمة من المنافسة موعد كبير يجمعه بالجار مولودية الجزائر في داربي محلي مثير لا يريد فيه البلوزداديون تسجيل الخسارة بسبب الحساسية الكبيرة الموجودة بين الناديين منذ بضعة السنوات. غير أن ما يخشاه المدرب جمال مناد كثيرا، هو أن يزداد الضغط على لاعبيه ويؤثر ذلك على تركيزهم في الساعات القادمة التي تفصلهم عن مواجهة العميد. وأكثر من ذلك، فإن الطاقم الفني قد يجد صعوبة في ضبط تشكيلة قادرة على دحر مولودية الجزائر بملعب 5 جويلية، إذ أن بعض عناصر الفريق تعاني من إصابات عديدة ولا يوجد أمام مناد متسع من الوقت لضبط الأمور لكونه استلم العارضة الفنية منذ أيام معدودة وهو الآن في حالة معاينة للتعداد قبل الشروع في عمله الحقيقي، لكن طابع الداربي سيفرض عليه تجهيز الفريق من كل النواحي لأن الأنصار متيقنون من أن شباب بلوزداد سيلعب مباراة حاسمة ستحدد مستقبله في بطولة هذا الموسم، وكل ما يتمنوه هو أن تتوصل تشكيلتهم إلى رفع التحدي وتهديهم فوزا سيساهم في عودة الالتحام بينهم وبين اللاعبين.