ما تزال صناعة السروج حرفة تقليدية تستقطب إليها الكثير من الأشخاص الذين يسعون للحفاظ على الموروث الثقافي، كونها حرفة أصيلة متوارثة عبر الأجيال، وهي ذاتُ الحرفة اليدوية التي وجد فيها قرميط نور الدين ميدانا للإبداع.. نور الدين معاق حركيا يتوكأ على العصي ليتمكن من المشي، وإن كان يجد في الحركة بعضا من الصعوبة، إلا أنه يجد في صناعة السروج سهولة كبيرة جعلته يحوز على17 شهادة تقدير وعرفان في المحافظة على الموروث الثقافي، كما مكنه إتقانه هذا من أن يقوم على تدريس هذه الحرفة لأجيال من الشباب؛ منهم أفواج من المساجين بالمؤسسة العقابية بتيارت، يتحدث نور الدين على حرفته هذه فيقول إنه تلقى أبجدياتها قبيل 20 سنة على يد حرفي مغربي كان يقيم بتيارت، كان وقتها يعتمد على مساعدة أخيه الذي أعانه كثيرا على شراء المواد الأولية؛ كالجلود والخيوط الذهبية المستعملة في التطريز وغيرها من المواد. ولسنوات طويلة، أبدع المتحدث في الحرفة التي يقول عنها أنها أصبحت تسري في عروقه خاصة وأنها تؤمن له مصدر قوت أسرته ومصدر فخر واعتزاز بالأصالة، يقول: ''إن الخيل تمثل فخرا واعتزازا لنا في الثقافة الشعبية بتيارت، ولا يمكن للخيّالة الاستغناء عن السروج، هذه الأخيرة تبدع الأيادي في صناعتها، وعن نفسي، فقد صنعت الكثير منها على مدار العشرين سنة من إتقاني لهذه الحرفة، وهي السنوات التي مكنتني من تخريج 3 أجيال من الحرفيين فيها؛ منهم 180 شابة تتراوح أعمارهن ما بين 20 إلى 30 سنة، دفعهن حب الحرفة إلى تعلمها وإتقانها، ناهيك عن فوجين من المسجونين بعدد 40 رجلا لكل فوج بالمؤسسة العقابية بتيارت، وحاليا، أشرف على تكوين حوالي 20 شابا في ورشتي صناعة السروج''، يقول نور الدين مضيفا: ''الحرفة اليدوية تحب من يحبها وتخضع لإتقانه متى تفانى الحرفي في صناعته، لذلك أعتبر نفسي محظوظا في حرفتي، كوني تلقيتها من لدن شخص يتقنها، ما سهّل عليّ إتقانها فيما بعد، ما أطلبه من وزارة التضامن أن تتذكرنا كامل أيام السنة وليس في مناسبات محددة، كما أطلب من الوزير نفسه أن يعيد النظر في مسألة منح الإعانات أو القروض، لأن قرض في حدود ال 3 آلاف دينار لا يكفي حتى لتغطية مصاريف المادة الأولية، أنا بحاجة إلى شراء ماكنات تساعدني في صناعتي وتطويرها أكثر، فأقل ماكنة يقدر حقها بحوالي 150 ألف دينار، وما دامت الإرادة موجودة وإعاقتي لا تزيدني إلا إصرارا على العمل والإنتاج، فإن ضيق الحال قد يثبت من العزيمة أحيانا..''، يقول نور الدين قرميط..