تلقت القوات الدولية المحتلةلأفغانستان ضربة موجعة بمقتل عشرة من جنودها، أربعة فرنسيين وستة أمريكيين، في عمليتين منفصلتين استهدفتهم في شرق هذا البلد وجنوبه. وقتل الجنود الفرنسيون الستة وأصيب 16 آخرين، ثمانية من بينهم وصفت حالاتهم بالخطيرة عندما فتح جندي أفغاني يعمل في إحدى القواعد العسكرية الفرنسية بمنطقة تغاب بمحافظة خبيزا في شرق أفغانستان نيران سلاحه الآلي مما أدى إلى سقوط كل هذا العدد . ورفض حلف الناتو في بادئ الأمر تحديد هوية الجنود القتلى غير أن مصدرا أمنيا أفغانيا رفض الكشف عن هويته قال إن ''شخصا كان يرتدي الزي العسكري الأفغاني فتح النار على الجنود الفرنسيين مما أدى إلى سقوط الحصيلة المذكورة. وحسب مصادر أمنية من قاعدة ''غوام'' فان عملية إطلاق النار وقعت أثناء حصة تدريبية والجنود الفرنسيون لم يكونوا مسلحين ولم يكونوا يرتدون الصدريات الواقية. وبمقتل هؤلاء الجنود يرتفع عدد القتلى في صفوف القوات الفرنسية المنتشرة في أفغانستان إلى 82 قتيلا منذ الغزو الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لهذا البلد نهاية .2001 ونزل خبر مقتل الجنود الفرنسيين كالصاعقة على باريس التي هددت بسحب قواتها من أفغانستان قبل الموعد المحدد وأعلنت تعليق كل عملياتها في هذا البلد. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ''إننا أصدقاء الشعب الأفغاني وحلفاء له ولكن لن اقبل بان يطلق جنود أفغان النار على جنود فرنسيين'' وأشار إلى أن وزير الدفاع جرارد لونغي ورئيس هيئة الأركان الأميرال ادوارد غيلو سيتوجهان سريعا إلى أفغانستان. وأضاف أن وزيره للدفاع سيقوم بإعداد تقرير بعد عودته من أفغانستان وإذا تأكد أن الشروط الأمنية غير متوفرة فسيتم طرح مسألة انسحاب مسبق للوحدات الفرنسية العاملة في افغانستان. والموقف نفسه ألح عليه وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي الذي أكد على إمكانية تسريع سحب قوات بلاده من أفغانستان والمقرر مع حلول نهاية عام .2013 وبينما سارع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى تقديم التعازي عن مقتل الجنود الفرنسيين وصف الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن ما حدث بأنه ''يوم جد حزين'' بالنسبة لقوات التحالف. وجاءت عملية مقتل الجنود الفرنسيين غداة يوم دام بالنسبة للقوات الأمريكية اثر مقتل ستة جنود من وحداتها في حادثة تحطم طائرتهم المروحية بمحافظة هلمند جنوبأفغانستان أحد أهم معاقل حركة طالبان. وتضاربت الأنباء حول سبب سقوط الطائرة ففي الوقت الذي أكدت فيه حركة طالبان أنها المسؤولة على إسقاط الطائرة ذهب الجيش الأفغاني إلى إثارة فرضية تعرضها إلى مشكل تقني بينما سارع حلف الناتو إلى نفي وجود أي نشاط للحركة المتمردة في تلك المنطقة لحظة تحطمها. وهو الأمر الذي أكده مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته وقال ان سبب تحطم الطائرة لا يزال مجهولا ولكن العناصر الاولى في التحقيق تشير إلى أنها لم تتعرض إلى أي هجوم. وليست هذه المرة الاولى التي تتحطم طائرات حلف الناتو وخاصة المروحيات منها بهذه الطريقة قبل ان يتأكد أنها تعرضت إلى هجوم من قبل حركة طالبان. ويأتي مقتل الجنود الأمريكيين في الوقت الذي كشف فيه تقرير صادر عن وحدة أمريكية عاملة في إطار قوات التحالف في أفغانستان أن عدد الجنود الأمريكيين والتابعين لقوات التحالف الذين يقتلون على أيدي جنود أفغان في البلاد في تزايد مستمر. وذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' التي نشرت نسخة من التقرير في عددها أمس أن عمليات القتل هذه ''أصبحت العارض الأكثر وضوحا لمرض عميق يصيب جهود الحرب'' بعد مقتل 58 جنديا غربيا على الأقل في الفترة الممتدة ما بين ماي 2007 وماي 2011 في 26 حادثا منفصلا شنه جنود أفغان ما يشكل 6 % من إجمالي الهجمات في أفغانستان ضد قوات التحالف.