من منطلق حماية التراث والتقاليد من رياح التغيير العصرية، تأسست جمعية الفردوس الثقافية للمحافظة على التراث والتقاليد بولاية الطارف، حيث يناضل أعضاؤها المؤسسون من أجل الحفاظ على الخصوصية المستمدة من الماضي..،''المساء'' اِلتقت بالأمين العام للجمعية خلال زيارتها للصالون الوطني للجمعيات الناشطة في قطاع الصناعة التقليدية المنظم مؤخرا برياض الفتح، فكانت هذه الإضاءة على مجهوداتها. - ''المساء'': ما هي الرسالة التي تنشط من أجلها هذه الجمعية؟ * العربي قصار: تحرص جمعية الفردوس التي تترأسها زوجتي منذ نشأتها في 30 أوت ,2008 على المحافظة على التراث وتقاليد منطقة الطارف، بناء على بعض المعطيات التي تجلت خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، والتي تشير إلى أنّ الاهتمام بالحِرف التقليدية يسير في طريق الزوال. - برأيك، لماذا قلّ الاهتمام بصنعة الأجداد؟ * ظروف الحياة العصرية أوقعت الجيل الجديد في دوامة الضغوطات والقلق، ممّا جرّده من صفة الصبر التي تعد شرطا أساسيا لتدريب الأنامل على حرف تتطلب جهدا فكريا وذهنيا.. لكن ثمة مشكلة أخرى تُطرح في هذا السياق، هي أنّ شباب اليوم لم يجد في المقابل من يحثه على الاهتمام بتعلم الحرف التقليدية، ومعرفة قيمة هذه الأخيرة. - ما الذي تفعله جمعية الفردوس من أجل تحقيق الهدف الذي تصبوإليه؟ * سطرت الجمعية برنامجا تكوينيا لفائدة مختلف الشرائح الاجتماعية الراغبة في تعلم الحرف التقليدية والعصرية على حد سواء، على غرار صنع الحلويات والأكلات التقليدية، الخزف الفني ومختلف الأعمال اليدوية وكذا فن الحلاقة. - لو نقيّم مجهودات الجمعية بلغة الأرقام؟ * استطاعت جمعية الفردوس، منذ نشأتها إلى يومنا هذا، أن تكوّن 99 شخصا من فئة الشباب، من ضمنهم نساء ماكثات بالبيت. - يبدومن خلال حديثك أنّ اهتمام الجمعية يتركز أساسا حول شريحة الشباب. * هذا صحيح، لأنّ الغرض الأساسي من برمجة نشاطات تكوينية يكمن في سد ثغرات الفراغ التي تحيط بهذه الشريحة، والتي قد تزج بها في عالم الانحراف. ومن هذا المنطلق، فكرت الجمعية في إنشاء ورشة الإعلام الآلي والأنترنت لفائدة فئة المعوزين، بالتعاون مع وزارة التضامن الوطني ومديرية الشؤون الاجتماعية، حيث استقطب هذا التخصص عددا معتبرا من الشبان والشابات، نظرا لإدراكهم لأهمية التطورات التكنولوجية في عدة مجالات من الحياة العصرية. - ماذا عن مشاركتك في هذا الصالون؟ * مشاركة الجمعية في التظاهرة ضرورة لاكتساب المزيد من الخبرات عن طريق الاحتكاك بمختلف الجمعيات، فضلا عن كونها فرصة سانحة لتشكيل صورة دقيقة عن عادات وتقاليد مختلف مناطق الوطن.. ومشاركة الجمعيات -عموما- تصب في مجرى لفت انتباه الجهة الوصية إلى ما تنتجه أنامل الحرفيين، رغم قلة الإمكانيات، وهذا أمر يدل على أن تدعيم هذه الشريحة لتطوير مهاراتها استحقاق لا يجب أن تُحرم منه. - نلاحظ أن الجمعية عرضت دُمى باربي بالزيّ التقليدي. * هذه الأزياء صممتها المنخرطات في الجمعية تحت إشراف رئيسة الجمعية، قصد التعريف باللباس التقليدي لولاية الطارف، لاسيما وأنّنا نحضر للمشاركة في مسابقة للدمى. - أخيرا، ما الذي يجول في خاطرك؟ * ثمة أمنية في قلبي.. حبذا لو تلتفت السلطات الوصية إلى المجتمع المدني ككل للحصول على المساعدات، نظرا لدوره الكبير في توعية الشباب وتوجيهه.