أدت التقلبات الجوية التي تعيشها الجزائر منذ بداية الشهر الجاري بالمواطنين إلى اهتمام غير مسبوق بالنشرات الجوية وأخبار الطقس، سواء بمتابعتها عبر قنوات التلفزة الوطنية أو عبر أمواج الإذاعة أو على صفحات الجرائد اليومية أو حتى عبر المواقع الإلكترونية ورسائل ''الأس أم أس''، في الوقت الذي يشير الملاحظون إلى أن غياب ثقافة الرصد الجوي لدى الجزائريين يجعل اهتمامهم بأحوال الطقس رهين الكوارث الطبيعية والتقلبات الجوية الاستثنائية لا غير. أكد مواطنون تحدثوا إلى ''المساء'' أن اهتمامهم بالنشرات الجوية في الفترة الأخيرة أملته ضرورة الاطلاع على آخر مستجدات الجو في ظرف استثنائي غير مسبوق، فيما أظهر البعض تخوفهم العميق من استمرار التقلبات الجوية لعدم تعودهم على الفصول شديدة البرودة بسبب عدم استعدادهم النفسي والمادي لها، إذ يؤكد أحد المواطنين أن أمر استطلاعه على جديد الأوضاع الجوية الاستثنائية التي تعيشها مناطق شمال الجزائر قد حذا به إلى ترقب النشرات الجوية لمعرفة كل جديد قد يطرأ على الطقس بما في ذلك معرفة درجات الحرارة المرتقبة واستمرار تساقط الثلوج من عدمه، وأوضح أن ترقب هذه الأخبار يدخل في إطار حرصه على معرفة أحوال الطريق والمواصلات لأخذ كافة الاحتياطات وعدم التغيب عن دوامه، فيما تظهر أهمية ترقب النشرة الجوية بالنسبة لزميله في توفير مستلزمات الأسرة خاصة الأدوية بالنسبة للمرضى وحاجيات الأطفال والرضع، في الوقت الذي أكدت فيه مواطنة أن الاهتمام بنشرات الطقس وأحوال الجو أصبح في الفترة الأخيرة يستحوذ على كامل اهتمامها، خاصة وأن هذه الظروف الاستثنائية تحتم عليها كربة أسرة الانتباه إلى مدى توفر المؤونة والشموع تحسبا لانقطاعات التيار الكهربائي بسبب الضغط المتزايد عليها، وكذا توقع الاضطراب الذي سيلحق بالمواصلات لذات الأسباب مما يستوجب عليها أخذ الحيطة والحذر. بالمقابل؛ كشف السيد فاتح بن شعبان، من مكتب الإعلام والاتصال بالديوان الوطني للأحوال الجوية، ل''المساء''، أن التقلبات الجوية الأخيرة المسجلة على المناطق الشمالية والوسطى للوطن قد أدت إلى تكثيف عمل مصالح الرصد الجوي ومضاعفة سير العمل بتكثيف بث النشرات الجوية وبعثها إلى مختلف المتعاملين المتعاقدين مع الديوان، ومنها مصالح الدرك والأمن والحماية والجمارك والمؤسسات الخاصة مثل الأشغال العمومية والبحرية وسونلغاز وشركات الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من المؤسسات والمصالح التي تربطها عقود عمل مشترك مع الديوان في إطار ايصال المعلومة المناخية، مشيرا إلى أن مصلحة التنبؤات تتلقى يوميا معدل اتصال ضعيف حدده ما بين 10 إلى 15 مكالمة من مواطنين للسؤال عن أحوال الطقس والمناخ، وأرجع سبب ذلك إلى ''غياب ثقافة الرصد الجوي أو الثقافة المناخية لدى المواطن يغيب لديه أمر الوصول إلى المعلومة من مصدرها المباشر، بمعنى أن المواطن حاليا يتصل بمصالح الدرك أو الأمن للاستعلام على أحوال الطقس وحالة الطرقات، في الوقت الذي يمكنه الحصول على معلومات مفصلة من مصالح ديوان الرصد الجوي، ذلك أن تلك المصالح تتلقى نشرات بث خاصة من عندنا وتقوم من جهتها ببثها للجمهور العريض''، وتابع ''المواطن تغيب عن اهتمامه المعرفة المناخية ولولا الكوارث الطبيعية لما اهتم أصلا بها، رغم أن مصالح الديوان تقوم بتنظيم تظاهرات علمية لإفادة المواطنين بكيفية التعامل مع المعلومة المناخية وكيفية استقاء أحوال الجو في إطار إرساء ثقافة مناخية''.