ونشط الندوة الدكتور الشيخ بوعمران، رئيس المجلس، الذي اعتبر الملتقى تقليدا يسنه المجلس باعتبار هذا الأخير دأب على تنظيم ملتقى دولي مع نهاية كل شهر مارس، خاصة وأن هذه الفترة هي فترة عطلة تمكن المشاركين من الحضور. وبدأت تحضيرات الملتقى منذ جوان الفارط، حيث شرع المجلس في مراسلة السفارات الأجنبية المعتمدة بالجزائر لاقتراح أسماء خبراء وباحثين من دولها يعتبر حضورهم مهما، وبالفعل استجابت السفارات وتم توجيه دعوات الحضور للمشاركين. وفيما يتعلق بحضور المستشرقين؛ أشار الدكتور بوعمران إلى أن البعض منهم سيحضر، علما أن الاتصال بهم ليس دائما متوفرا. للإشارة؛ فإن عدد الدول الأجنبية المشاركة بلغ 20 دولة (تونس، سوريا، الأردن، السعودية، موريتانيا، السودان، التشاد، كوت ديفوار، السنغال، إيران، مالي، إندونيسيا، تركيا، البرتغال، إسبانيا، سويسرا، البرازيل، كندا، الكويت وباكستان). كما ستحضر الملتقى 11 جامعة جزائرية (الأغواط، العاصمة، قسنطينة، البليدة، تمنراست وغيرها)، إضافة إلى حضور جامعتي ليون وباريس ويتضمن الملتقى إلقاء محاضرات وكذا إقامة ورشات عددها أربع حسب التخصص منها ''ورشة الإصلاح''، ''ورشة الاجتهاد''، ''ورشة رأي المستشرقين'' و''ورشة علاقة المواضيع بعصرنا''. وكعادتها؛ تسعى الجزائر من خلال المتلقى إلى تعزيز لغة الحوار بين الأديان وكذا تحسين صورة الإسلام ورفع الأحكام الجائرة المسلطة على الإسلام من الغرب. فبالنسبة للمستشرقين مثلا؛ تتم محاولة تصحيح تصوراتهم عن الإسلام من خلال فتح حوار علمي معهم، خاصة هؤلاء الذين يصفون الإسلام بالجمود والتقليد والتعصب. ويحاول الملتقى أيضا عرض تطور الفكر الإسلامي فيما يتعلق بالإصلاح والاجتهاد اعتمادا على الماضي (التراث) وصولا إلى الحاضر بعيدا عن أية مفاهيم داروينية تحصر التطور في الحداثة الآنية. وأشار الدكتور بوعمران إلى أن كل أشغال الملتقى ستطبع في كتب - مثلما جرت العادة - لتوزع مجانا داخل وخارج الوطن. ويحرص الملتقى على جانبه العلمي لذلك يتم تجاوز الأطر السياسية الضيقة، خاصة تلك المرتبطة بالراهن ليتم التركيز على التطور الحاصل في جميع العصور الإسلامية، وكذا الخروج بمقترحات قابلة للتطبيق. المتحدث توقف أيضا عند بعض نشاطات المجلس منها لقاءات الأحد والملتقيات داخل وخارج الوطن والمشاركات الإعلامية وإصدار المطبوعات، خاصة تلك المتعلقة بأمهات الكتب الإسلامية ومنها ''فلسفة بن عاشر'' و''البردة'' مع شرحها لمحمد بن سمينة والتي وزعت بإفريقيا. الدكتور بوعمران كان يؤكد في كل مرة أن المجلس من دعاة حوار الأديان من خلال طرح القضايا المشتركة (منها الوصايا العشر) وكل ما هو مشترك بين الأديان الثلاثة لنعززه أكثر قصد التأسيس للسلم، أما قضايا الاختلاف فلا يجب مناقشتها من باب قوله تعالى ''لكم دينكم ولي دين'' لأن هذا يثير المناقشات الحادة والمشادات التي لا طائل من ورائها سواء العداء والتعصب.