دعا المشاركون في الملتقى الدولي حول موضوع علم السياسة الذي انطلقت أشغاله، أمس، بالمدرسة العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة، إلى تشجيع البحوث الكمية وتجديد الرؤية المنهجية في التدريس في علم السياسة على مستوى المؤسسات الجامعية الجزائرية لمواكبة التطورات الحاصلة في العالم. وأوضح الدكتور صالح زياني -في هذا الصدد- أن واقع تدريس علم السياسة في الجزائر يستوجب التوجه إلى الدراسات الكمية في هذا التخصص العلمي لتحقيق الاستفادة العلمية وتجاوز مشكلة نقص فعالية هذه الدراسات، مضيفا أنه ينبغي التخطيط لاستراتيجية وطنية لإدراج البحوث الكمية في هذا المجال، لا سيما في نظام ليسانس، ماستر، دكتوراه (آل.آم.دي). من جانبها؛ أبرزت الدكتورة سلوى بن جديد خلال مداخلتها بعنوان ''علم السياسية وتأثير متغيرات العولمة'' ضرورة تجديد الرؤية المنهجية في تدريس علم السياسة في الجزائر لمسايرة التأثيرات التي تحدثها العولمة على السياسات الوطنية، لا سيما منها الفواعل السياسية الجديدة التي تستدعي البحث والدراسة. ودعت -في هذا السياق- الدكتورة بن جديد إلى ابتكار مقاربات نظرية جديدة قادرة على تفسير الواقع الذي وصفته ب''المعقد ومتسارع الأحداث'' بفعل الدور الذي تلعبه تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مجال السياسة. يذكر أن هذا اللقاء الذي سيدوم إلى غاية 17 ماي الجاري بمشاركة أزيد من 20 باحثا جزائريا وأجنبيا، يرمي إلى تبادل الخبرات في مجال تدريس علم السياسية لتحقيق استفادة علمية وعملية من الأبحاث المنجزة ضمن هذا التخصص العلمي وكذا محاولة تقييم برامج تدريس علم السياسية في الجزائر. وسيلقي المشاركون خلال هذه التظاهرة العلمية عدة محاضرات تنصب حول ''واقع علم السياسية'' من خلال التطرق إلى مكانة علم السياسة ضمن العلوم الاجتماعية وتقييم البرامج والمناهج المستخدمة في هذا التخصص وكذا مدى استفادة مختلف مؤسسات المجتمع من الأبحاث المنجزة.