كشفت المجاهدة والأديبة، السيدة زهور ونيسي، خلال اللقاء التاريخي الذي تنظمه أسبوعيا جريدة الوصل بوهران أن كتابة تاريخ الجزائر تحتاج لتظافر الجهود والاعتماد على تدوين شهادات المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة وعددهم آخذ في التضاؤل، وأوضحت السيدة ونيسي في مداخلتها أن التاريخ الذي كتبه المؤرخون الفرنسيون عن الجزائر يفتقر -في نظرها- للموضوعية، حيث يتم سرد الواقع من منظور استعماري. وأكدت المجاهدة على ضرورة كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بما حملته من حقائق وملاحم صنعت أمجادها وتفردها عن باقي الثورات وتترك بعد ذلك للمؤرخين مهمة الانتقاء والفرز إلى جانب المقارنة بما دونه المؤرخون الفرنسيون حول الثورة الجزائرية. وعرجت المتحدثة على الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر داعية للعمل على إبقاء شعلتها متقدة، فالذكرى الخمسون -كما قالت- تعني ''أننا شعب بنى دولة من العدم فحتى المكتبات تعرضت للنهب وأحرقت ورغم ذلك بقيت الجزائر شامخة'' وأضافت ونيسي أنه من خلال هذه الذكرى نريد أن نحيي الذاكرة الجماعية نبقيها حية للشباب، الذي يواجه تبعات العولمة المتوحشة التي جردت العالم من هويته وثوابته الوطنية وآن الأوان لنحيي الذاكرة بكتابة التاريخ''.