أخلاقيات الإسلام والإنجاب الطبي" كان هذا محور المحاضرة الثرية التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى مساء أول أمس وألقاها الدكتور المغربي محمد يعقوبي رئيس مصلحة التوليد وأمراض النساء، رئيس الجمعية المغربية للخصوبة ووسائل منع الحمل، مدير المركز الطبي للتكوين المستمر صاحب وسام العرش الملكي من الدرجة الثالثة، حيث تطرق المحاضر الى عدة جوانب أساسية وهامة في موضوع الإنجاب على غرار، التلقيح بالمني داخل الرحم، الإخصاب خارج الرحم، تحويل أو نقل الأجنة داخل الرحم، الإجهاض الطوعي، أهمية الأمشاج،البطون المأجورة، تجميد الأجنة والإستنساخ البشري، التناسلي، كل هذه المحاور ربطها بأخلاقيات الإسلام وقدم الأدلة من الكتاب والسنة· حرص المحاضر المتمكن على تسليط الضوء على اسهام العلوم والتقنيات الحديثة في ميدان الإنجاب في ظل الشرع والقانون، وأكد على ضرورة أن يكون الطبيب عالما بأمور الدين فقال "على الطبيب أن يكون فقيها" لأن العالم المسلم لا يتجاوز حدود الله وشرعه في الوقت الذي يجب أن يقدم فيه يد المساعدة للمحرومين من الإنجاب خصوصا أن العقم يعد سببا رئيسيا في انفصال الزوجين وبلغت نسبة العقم في المجتمع المغاربي 15% كما يوجد 15 مركزا للمساعدة الطبية للإنجاب بالمغرب وستة مراكز بالجزائر مقسمة كالتالي ثلاثة (3) بالجزائر العاصمة، واحد بقسنطينة واحد (1) بعنابة اثنان (2) بوهران، وقد ولد أول طفل بالمساعدة الطبية بعنابة سنة 2001 في حين ولدت أول طفلة بريطانية بالمساعدة الطبية سنة 1978 واسمها لويس براون· وأكد الدكتور محمد يعقوبي على ضرورة مساعدة المصابين بالعقم في ظل القواعد والتشريع الإسلامي لتفادي الوقوع في الحرام واختلاط الأنساب وألقى بكامل المسؤولية على الطبيب والفريق المعالج مشددا على ضرورة أن يكون صاحب أخلاق عالية، مضيفا أن التلقيح داخل الرحم أو زرع مني الزوج داخل رحم الزوجة حلال· أما عن طريقة الإخصاب في بيئة مصنعة والمسماة بطريقة "Fiv est icsi" المتمثلة في تلقيح البويضات المستخرجة من بطن الزوجة وحقنها بالحيوان المنوي مع مضاعفة حقن أكثر من بويضة للحصول على نتيجة أمر جائز حسب المحاضر الذي أكد أن نقل الأجنة بعد 3 أيام لنجاح العملية جائز شرعا· أما بالنسبة لهبة الأمشاج والمتمثلة في التبرع بالمني أو البويضة فاعتبرها محرمة مثلها مثل البطون المأجورة، والإجهاض الطوعي أما اجهاض المغتصبة الذي أجازه العلماء للتخفيف من ا لضرر النفسي والجسماني عنها، وتجميد الأجنة والأمشاج لزوجين شرعيين فقال أنها جائزة· وبالنسبة لتجميد المني فأشار أنه أمر مباح لكنه أكد على منع تلقيح الزوجة بعد وفاة زوجها وشدد الدكتور على ضرورة حضور الزوجين والتأكد من كل الأوراق الرسمية التي تدل على أنهما زوجان· أما عملية تشخيص الأجنة قبل زرعها وتحويلها DPI فاعتبرها حراما لا تجوز إلا للبحث عن أمراض وراثية محددة· وعن الاستنساخ البشري قال الدكتور يعقوبي أنه محرم في كل الديانات أما وسائل منع الحمل فتلعب دورا هاما لحماية صحة الأمهات والأطفال كما قال مشيرا الى أن زرع الأعضاء التناسلية محرم· وقدم الدكتور البيانات والأدلة والبراهين على كل نقطة من هذه النقاط السالفة الذكر من خلال الإستدلال بآية أو حديث نبوي، كما تطرق الى مسيرة حياة الجنين الذي ينمو ب 10 سم في ثلاثة أيام· وأضاف أن طول الجنين في الشهر الثالث يبلغ 10سم ووزنه 45غ، ووقف الطبيب المحاضر عند الآية الكريمة المال والبنون زينة الحياة الدنيا" والتي حاول من خلالها الكشف عن الإعجاز القرآني مشيرا أن تكاليف المساعدة الطبية مكلفة جداوليست في متناول الجميع··· أي "لديك المال، حظوظك في الانجاب تكون أكبر" ولهذا فإن كلمة المال سبقت كلمة "البنون "في هذه الآية· وأضاف أن الطبيب المسلم لا يتحدى الإسلام وأنه لزاما عليه أن يكون متفتحا علميا ومجتهدا في الأحكام الشرعية·