كشفت دراسة قام بها مختصون أن الشعاب المرجانية (هياكل أرجوانية تتكون من الكائنات الحية الموجودة في المياه وتعلق بالصخور الكلسية) تنمو بكثرة في الجزء البحري للحظيرة الوطنية لتازا (جيجل).(وأ) وحسبما علم، أمس، من مسؤولي هذه الحظيرة؛ فإن أعماق الشعاب المرجانية تمتد على مساحات معتبرة من أعماق الصخور مشكلة المرجانية الباطنية للصخر الساحلي بعمق يتراوح ما بين 11 إلى 50 مترا. وقد كشفت الدراسة المتعلقة ب''المعطيات الأولية حول توزيع وتركيب ووضعية الشعاب المرجانية في الفضاء البحري للحظيرة الوطنية لتازا ''أن الشعاب المرجانية تنمو بكثرة بمنطقة تازا، خاصة بالجهات الشرقية والمركزية للحظيرة، لا سيما الجزر''. وتم جرد ما مجموعه 196 صنفا (مجموعات من الكائنات الحية تنحدر من نفس العرق ولها خصائص مشتركة) مما يدل على درجة عالية من التنوع البيولوجي في هذه المجتمعات، حسبما تشير إليه الدراسة التي كشفت عن قائمة شاملة لهذه الأنواع. وتعيش الشعاب المرجانية في الفضاء البحري المحمي لتازا في ''ظروف جيدة''، مثلما تؤكده مؤشرات وفرة الطحالب الكلسية أعماق مرجانية نظيفة مع قليل من الوحل ووجود أنواع مستهدفة (الهامور، سرطان البحر، الحلقة الكبيرة، المرجان الأحمر، قنفذ البحر الإكليلي...).وتهدف المحافظة على الشعاب المرجانية باعتبارها عنصرا هاما في مشروع الشراكة المتوسطية-جنوب الذي شكل -مؤخرا- موضوع ملتقى وطني نظم ليومين بجيجل حول التنمية وتأسيس الفضاءات البحرية المحمية إلى تحديد الأنواع وأنماط سحنة الشعاب المرجانية وتعيين توزيع خارطة مجتمعات الشعاب المرجانية وتحديد الأنواع الملفتة للمرجانية ووضع تقسيم مستقبلي لمناطق الفضاءات البحرية المحمية بأهداف مضاعفة تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على التنوع البيولوجي وديمومة الصيد البحري والسياحة وغيرها. وتمثل الشعاب المرجانية النظام البيئي الأهم في حوض البحر المتوسط في أعماق تتراوح ما بين 30 و40 مترا، حسبما أوضحه مختصون، مشيرون إلى أن نموه يمر ببطء (أقل من 1 ملم في السنة)، حيث لا تتطور الكتل إلا انطلاقا من أعماق محددة لأن الطحالب التي تنشئها تخشى الإضاءة القوية ويتعلق الأمر بالطحالب التي تعيش في الظل. وفي هذا السياق؛ درس المختصون 33 محطة تغطي حيزا ب 96 كلم مربع وتمتد من رأس العافية (المنار الكبير) إلى غاية الكهوف العجيبة (زيامة منصورية) بعمق يتراوح ما بين 8 و56 مترا. للإشارة؛ تم إجراء 5 عمليات للغوص الذاتي في أفريل وأكتوبر 2010 وجانفي وسبتمبر 2011 وذلك باستعمال مختلف التقنيات للإحصاء وأخذ العينات. وقد خلص الباحثون إلى أن الشعاب المرجانية للحظيرة الوطنية لتازا تتميز بتنوع بيولوجي عال بعيدا عن التهديدات الكبرى (كالبقايا التي تضر بها)، حيث أوصوا باتخاذ إجراءات وقائية ''لحماية الفضاءات المهددة والمحافظة على التراث البحري الهام'' للمنطقة مع ضرورة استحداث فضاء بحري محمي بالحظيرة الوطنية لتازا. للتذكير؛ يتربع هذا الفضاء البحري المحمي على 603,9 هكتار وذلك عبر ثلاث مناطق تمثل على التوالي 13 و21 و5,65 بالمائة من الفضاء البحري المحمي.