تعرف مقر بلدية بئر الجير، شرق ولاية وهران، منذ بداية شهر رمضان الكريم طوابير طويلة من النساء، الرجال وكبار السن ممن ينتظرون يوميا في حرارة الجو للحصول على قفة رمضان، يصنعون ديكورا من الغبن والمعاناة المتكرر سنويا، بالرغم من التوصيات التي وجهها والى الولاية عبد المالك بوضياف إلى رؤساء البلديات والدوائر خلال الاجتماعات الدورية التي تجمعه بهم، قصد تقديم القفة قبل حلول شهر رمضان إلى مستحقيها بمقرات سكناتهم، حفاظا على ماء الوجه وكرامة هذه الشريحة من المجتمع. وحسب السيدة يمينة، فهي مسجلة ضمن الشبكة الاجتماعية بذات البلدية، وقد وزعت عليهم الوصولات الخاصة بقفة رمضان منذ أيام، مما جعلها تحضر يوميا ومنذ الساعات الأولى من الصباح، لكن انتظارها في هذا الحر يذهب هباء، وتعود إلى بيتها خائبة، كذلك سيدة أخرى ابنها معوق ومعني بالاستفادة، أكدت لنا أنها لا تستطيع جلبه معها، ملت من الانتظار دون أن تجد من يعطيها الجواب الشافي. من جهته، كشف مدير النشاط الإجتماعي، السيد رحيم جمال، أن كل البلديات اقتنت المواد الاستهلاكية الخاصة بقفة رمضان أسبوعا قبل حلول شهر رمضان، تفاديا للنقائص التي سجلت خلال السنة الفارطة ببعض البلديات بخصوص إشكالية الصفقات، وذلك لتوزيعها على مستحقيها من العائلات المعوزة، ثلاثة أيام قبل حلول شهر رمضان، حيث انطلقت العملية عبر أغلب البلديات، وقد تم إحصاء هذه السنة 30 ألف معوز على مستوى الولاية، بينما رصدت للعملية التضامنية 80 ألف قفة، تقدر القيمة المالية للقفة الواحدة 3 آلاف دينار، لتمس العائلات المعوزة ومحدودة الدخل منها التي تدخل في إطار التكافل الاجتماعي، هذا زيادة على الحصة التي تمنحها مديرية النشاط الإجتماعي لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، المسجلين على مستوى بلديات الولاية. ورغم أن كل بلدية استلمت حصتها من قفة رمضان من قبل مديرية النشاط الإجتماعي، زيادة على الحصة الخاصة بها، غير أن الصورة المؤلمة التي وقفنا عليها بمقر بلدية بئر الجير، وتلك الطوابير غير المتناهية، مع الفوضى التي صنعها المعوزون، بما فيهم كبار السن والعجزة، يبقي السؤال مطروحا؛ إلى متى تبقى صفة انعدام المسؤولية ملازمة لبعض المسؤولين عن شؤون المواطنين ليزيدوا من غبنهم، عوض التخفيف عنهم. والملاحظ كذلك أن محتويات قفة رمضان التي وزعت بأغلب بلديات ولاية وهران لا تتعدى قيمتها المالية 1500 دينار، ومؤونة لا تكفي العائلة المعوزة لأسبوع واحد فقط، والغريب أن الكثير من العائلات غير المحتاجة استفادت من هذه القفف، في ظل غياب الطريقة المثلى التي تمكن المحتاجين الحق من الحصول على مساعدات قيّمة تغنيهم عن الحاجة والسؤال خلال أيام شهر الرحمة، باستثناء بلدية وهران التي وزعت حصتها قبل حلول الشهر الكريم، والمقدرة ب 6600 قفة تشمل 17 مادة غذائية، بلغت قيمتها المالية 3900 دينار، حيث وزعت حصص القطاعات الحضرية ال 12، وعلقت بها قوائم الأشخاص المستفيدين.