لم يتمكن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من حمل الفرقاء اللبنانيين على التوصل الى أرضية توافقية تنهي حالة الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان منذ أزيد من خمسة أشهر· واعتبر موسى الذ ي حل بالعاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في منتدى اقتصاد العرب أن السبب وراء عدم تمكن الفرقاء اللبنانيين من التوصل الى ايجاد حل لأزمة الرئاسة هو غياب الثقة بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة بزعامة حزب اللّه· ولكن ذلك لم يمنع عمرو موسى من إبداء التفاؤل بامكانية حل الأزمة اللبنانية وهو الذي سبق وأن حذر من أن إستمرار حالة الفراغ الرئاسي سيكون لها تداعيات خطيرة على المستوى الداخلي والاقليمي· وكان موسى عاد مجددا الى بيروت في مسعى آخر لتمرير المبادرة العربية التي بقيت مجرد حبر على ورق رغم أنها تضمنت نقاطا توافقية بين أطراف المعادلة السياسية اللبنانية وخاصة المتعلقة بانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية· ورفض الأمين العام العربي بأن تكون المبادرة العربية قد تجاوزها الزمن وأكد على أنها المبادرة الوحيدة على الساحة التي يقبل بها اللبنانيون وساهمت في تهدئة الوضع الداخلي وإعطاء الأمل للتوصل الى حل ومنع الدخول في تصعيد جديد· وإعتبر أن المبادرة نجحت في تحقيق التوافق بعد قبول الطرفين بتولي قائد الجيش كرسي الرئاسة· غيرأن موسى الذي نفى أن تكون هناك خلافات حول بنود المبادرة شدد على ضرورة الاسراع في انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان في الجلسة المقبلة رئيسا للبلاد لانهاء حالة الفراغ الرئاسي غير المسبوقة في لبنان· وكان الأمين العام للجامعة العربية عقد سلسلة لقاءات شملت قائد الجيش ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري رئيس التيار الوطني الحر المعارض ميشال عون· وتأتي زيارته الى بيروت في مسعى لإنجاح جلسة التصويت لإنتخاب رئيس جديد للبلاد المقررة يوم 13 ماي الجاري والتي يبدو أنها ستلقى نفس مصير الجلسات السابقة في ظل بقاء هوّة الخلاف واستمرارحالة الإحتقان السياسي بين الفرقاء اللبنانيين قائمة·