من المنتظر أن ينتقل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى لبنان في مسعى جديد لتسوية الأزمة السياسية في هذا البلد الذي يعيش حالة فراغ سياسي منذ خمسة أشهر في سابقة هي الأولى من نوعها· وقال موسى أنه سيلتقي خلال زيارته المقبلة إلى بيروت بمسؤولين عن الفريقين المتخاصمين لمناقشة سبل تطبيق المبادرة العربية قصد التوصل إلى أرضية توافقية تنهي الأزمة اللبنانية التي طال أمدها·وتأتي زيارة الأمين العام للجامعة العربية في إطار مشاركته في المنتدى الاقتصادي العربي الذي تحتضنه بيروت نهاية الأسبوع الجاري· ومن المقرر أن تدوم زيارة موسى إلى لبنان ثلاثة أيام يلتقي خلالها برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي يعد أحد أقطاب المعارضة اللبنانية والعماد ميشال عون المعارض وزعيم الأكثرية النيابية سعد الحريري إضافة إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة·وكان الأمين العام للجامعة العربية فشل في العديد من المرات في زيارات قادته إلى بيروت في تقريب وجهات الفرقاء اللبنانيين بهدف التوصل إلى أرضية توافقية تنهي أزمة الرئاسة القائمة منذ انتهاء عهدة الرئيس السابق إميل لحود في 24 نوفمبر الماضي وإنهاء حالة الاحتقان السياسي الذي يشهده لبنان منذ قرابة العامين· ولكن المسؤول العربي الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الوساطة في الأزمة اللبنانية كان قد طرح على الفرقاء اللبنانيين مبادرة عربية للم الشمل اللبناني لكنها لم تحظ بتوافق جميع الأطراف· وأكد في آخر زيارة له إلى بيروت على مواصلة مهمته واستكمال مساعيه لتطبيق المبادرة العربية التي تنص على ضرورة الإسراع في انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ثم التوجه نحو صياغة قانون انتخابات جديد، ولكن موسى الذي يدرك صعوبة مهمته على إثر الفشل الذي سبق وأن مني به، يعود هذه المرة إلى لبنان في الوقت الذي وجه فيه رئيس البرلمان نبيه بري دعوة إلى استئناف الحوار الوطني·