استأنفت السلطات اليمنية وجماعة الحوثيين المتمردة والتي يقودها عبد المالك الحوثي اتصالاتهما لاحتواء التوتر في محافظة صعدة شمال غرب البلاد والذي خلف سقوط عشرات القتلى والجرحى في الأيام الماضية. وقال كبير المفاوضين باسم الجماعة المتمردة صالح هبرة، إن الطرفين اجتمعا أول أمس، في منطقة صعدة بحضور وسطاء قطريين وأعلن عن عقد اجتماع جديد أمس لتهدئة الوضع وإنهاء المواجهات المسلحة. وتجري المفاوضات بين هبرة عن جماعة الحوثيين ورئيس اللجنة الدستورية والقانونية في مجلس النواب علي أبو حليقة الذي ترأس لجنة رئاسية شكلت قبل أيام وأوكلت لها مهمة إنهاء التمرد، ويأتي استئناف هذه الاتصالات بعد مقتل 19 مسلحا من عناصر الجماعة قبل يومين إثر مواجهات مع الجيش اليمني في نفس المنطقة. ليرتفع بذلك عدد الأشخاص الذين قتلوا في صعدة على خلفية هذا التوتر إلى 52 شخصا منذ الإنفجار الذي استهدف مسجدا يتردد عليه الجنود اليمنيون الجمعة الأخير وخلف مصرع 18 مظليا. وتخوض جماعة الحوثيين مواجهة مسلحة مع القوات الحكومية رغم اتفاق السلام الذي أبرم مع الحكومة اليمينة في جوان 2007 وتم تجديده في فيفري الماضي بالعاصمة القطرية التي عرضت القيام بوساطة لاحتواء الأزمة. وكانت وزارة الدفاع اليمنية حذرت من وصفتهم بالمتمردين في صعدة من مغبة الاستمرار فيما سمتها الأعمال الإرهابية ضد العسكريين والمدنيين في هذة المحافظة الجبلية والفقيرة والتي تقطنها أغلبية زيدية بعدما اتهمتهم بالسعي لإفشال جهود الوساطة القطرية. وكان زعيم الجماعة الزيدية عبد الملك الحوثي حذر من تصعيد القتال مع القوات الحكومية في حال مواصلة الجيش هجماته التي خلفت 20 قتيلا من الجانبين في اليومين الماضيين. يذكر أن وسطاء قطريين عادوا إلى صعدة لاستئناف المحادثات بين الجانبين المتحاربين على أمل إنقاذ اتفاق يوشك على الانهيار بعد تفجير خارج مسجد وأيام من الاشتباكات بين الحوثيين والجيش.