تم صبيحة أول أمس تدشين نصب تذكاري بوسط بلدية افرحونان الواقعة على بعد حوالي 80 كلم شرق ولاية تيزي وزو تخليدا لأرواح أبنائها الشهداء الذين سقطوا في سبيل تحرير الوطن، النصب الأول من نوعه يضم أسماء 1600 شهيد وشهيدة، الذين استشهدوا خلال حرب التحرير(1954-1962)، وذلك بحضور جمع غفير من سكان بلديات دائرة افرحونان وعلى رأسهم رئيس البلدية، عدد من المجاهدين الذين قدموا من عدة مناطق من الولاية وعائلات الشهداء إلى جانب حضور السلطات المدنية والعسكرية ووالي الولاية وكذا مجاهدين وأعضاء منظمة أبناء الشهداء لولاية سطيف وتازملت (بجاية) وإطارات من العاصمة. وافتتحت التظاهرة بزيارة ساحة خصصتها البلدية لتجسيد لوحات على جدرانها وصور أبطال ثورة نوفمبر المظفرة أمثال شيخ أعمر المدعو سي صالح، القائد العسكري الأول للمنطقة الولاية الثالثة تاريخيا، العربي بن مهيدي، كريم بلقاسم، عبان رمضان، آيت حمودة عميروش، مصطفى بن بولعيد وغيرهم، ليتم فيما بعد عرض على الوالي والوفد المرافق له مخطط تهيئة الساحة وأشغال إنجاز النصب التذكاري ومتحف الثورة كما تمت تسميته. وانتقلت السلطات المدنية والعسكرية رفقة الوالي ورئيس بلدية افرحونان إلى تدشين النصب التذكاري، الذي أنجز بالمكان المسمى تيزي بويران فوق سطح المتحف ويتوسط الساحة التي تحمل إطارات أبطال الثورة، حيث تم رفع العلم الوطني مع وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح كل الشهداء الذين سقطوا من أجل الحرية، وتحديدا أبناء قرى دائرة افرحونان الذين سقطوا إبان حرب التحرير (1954-1962)، حيث يضم النصب التذكاري تمثالا يرمز للرجل الشهيد والمرأة الشهيدة للتأكيد للأجيال الناشئة بأن طرد فرنسا من الجزائر كان بمشاركة الرجل والمرأة معا وبتعاونهما معا تم تحرير البلاد واسترجاع السيادة الوطنية المسلوبة لأزيد من قرن. بالمناسبة، قدمت فرقة من أبناء افرحونان مقطوعة غنائية تقشعر لها الأبدان نظر لحساسية الكلمات التي تحملها هذه المقطوعة التي تحمل عنوان "اثامورثيو" تعبر عن رسالة شهيد لأبنائه الذين يعيشون المعاناة والفقر بينما هو يناضل بالجبال وبعد استشهاده يصف حالتهم كيتامى يفتقدون حنانه ووجوده بينهم. وفي كلمة لوالي الولاية وصف هذا النصب التذكاري ب«قاموس الشهيد" لا ننصفهم وأنه لا يوجد أي شبر من هذه المنطقة لم تسل فيه قطرة من دم الشهداء، فلو كان بإمكان كل حجر ومكان أن ينطق لأخبر بعدد الشهداء الذين سقطوا فيه وكم من دم سال عليه وكم من صمود، ووجع ومقاومة وقعت فيه. بدوره، ركز سي وعلي آيت أحمد عضو في منظمة المجاهدين بتيزي وزو على دور المرأة المجاهدة إبان حرب التحرير، حيث قال إنه لا يجب إهمال دور ونضال المارة إلى جانب الرجل، خاصة منذ سنة 1959، فيما أضاف نورالدين آيت حمودة ابن الشهيد البطل الثوري عميروش، أن أول معركة وقعت بالمنطقة بالمكان المسمى تيزي الجامع كانت عام 1955 قادها أعمر شيخ، وأن الولاية الوحيدة التي قدمت 12 عقيدا، فيما انصبت كلمة رئيس البلدية على التذكير بالدور الذي لعبه سكان المنطقة إبان الثورة.