تنطلق غدا بتلمسان فعاليات المهرجان الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة والتزيين، وتستمر إلى غاية 19 أكتوبر الجاري، وستكون مناسبة للاحتفال بكل أشكال الأناقة والجمال وذلك بمشاركة 22 بلدا يمثلهم أشهر فنانيها سيعرضون إبداعاتهم في أروقة قصر الثقافة عبد الكريم دالي بعاصمة الزيانيين. سيتنافس الفنانون على الجوائز الست المدرجة في فئة المنمنمات وأعمال الزخرفة التي تقدر قيمتها الإجمالية ب 24 ألف دولار، وستكون فرصة للفنانين لعرض مهاراتهم ومقارنة مواهبهم، فإلى جانب مشاركة الجزائر، ستشارك في التظاهرة كل من تركيا، باكستان، إيران، الهند، اندونيسيا، روسيا، أذربجان، هولندا، العربية السعودية، المغرب، مصر، العراق، اليابان، فلسطين، لبنان، السودان، الأردن، فرنسا، تونسوأوزباكستان. إن الفخامة التي تميز هذه التعابير الفنية جديرة برعاية دقيقة لعمل المنمنمات وفنون الزخرفة، وأكد المنظمون أنهم جندوا كل الإمكانيات المادية المطلوبة لإنجاح هذا الموعد الاستثنائي، فإلى جانب العروض المشاركة في المنافسة وعلى غرار الطبعات السابقة، ستتخلل المهرجان ورشات موضوعاتية، سيتولى تنشيطها فنانون معرفون، منهم إيرانيون وأردنيون وباكستانيونوتونسيون وأوزباكيون، حيث سيعرضون خبراتهم في هذا المجال ويطلعون الفنانين المشاركين في الورشات على تقنياتهم.وخلال هذه اللقاءات كذلك، سيتم فتح نقاش حول تاريخ الفنون الإسلامية والزخرفة والمنمنمات وتطورها عبر العصور. يذكر أن هناك مهرجانا دوليا مخصصا للمنمنمات والفنون الإسلامية بالجزائر العاصمة، إلا أنه لم يدرج في نشاطاته فنون الزخرفة، لذلك فمهرجان تلمسان يعد فرصة للتعرف على أشهر الفنانين العالميين في هذا المجال. وتمارس فنون الزخرفة بالحرف الفنية التقليدية التي تعرف بتقنيات الزخرفة والمواد التي تصنع بها، مثل الخزف والخشب والزجاج والمعادن والنسيج والرخام والحجر وحتى الأحجار الكريمة، وهي مختلفة عن الفنون الجميلة، مثل الرسم والتصوير والنحت، وكذلك تختلف عن الفنون التطبيقية كتصميم الأزياء. وقد ظهر مفهوم «فنون الزخرفة» في أواخر القرن التاسع عشر، واقترنت انجازاتها بمراكز الحكم والأوساط الثقافية، وكانت ايطاليا البلد الذي هيمن على هذا المجال على مدى قرنين وبالتحديد في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، قبل أن تنتشر عبر العالم بفضل هجرة الفنانين وتنقل الأعمال من بلد إلى آخر.