دعا رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف، أمس، إلى حوار بين مختلف الأطراف السياسية بهدف الوصول إلى توافق وطني قصد صياغة دستور للبلاد يعبر عن تطلعات كل أبناء الشعب الليبي. وقال المقريف في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الأولى لنجاح ثورة 25 فيفري إن "بناء ليبيا الجديدة لن يتحقق إلا بتظافر الجهود والانخراط في حوار وطني للوصول إلى وفاق عام ووضع دستور يعبر عن ضمير الشعب وتطلعاته ويجسد الهوية الوطنية بمختلف أعراقها"، مضيفا "نحن عازمون على تأسيس الدولة الحديثة المدنية دولة القانون التي فيها مبادئ الإسلام المصدر الرئيسي للقوانين". وأكد أن الليبيين "أصحاب إرث أخلاقي نفي بالوعود ونصون الاتفاقيات الدولية ونكافح الإرهاب ونجسد حقوق الإنسان" في رسالة طمأنة واضحة تجاه العالم. وهو ما جعله يؤكد على ضرورة العمل على استيعاب الثوار والسيطرة على السلاح ومحاربة الفساد وحصر أموال الدولة في الخارج، خاصة الأموال المنهوبة منها. وبخصوص الأوضاع في مدينة بني وليد التي ينظر إلى سكانها على أنهم من أنصار النظام المطاح به، قال المقريف إن ما حدث في هذه المدينة "لا يستهدفها أو أبناءها الوطنيين"، لكن من أسماهم ب«طغمة من الأشرار" قال إنها "تآمرت على المدينة وخطفتها من أهلها". وأشار إلى أن العمليات العسكرية التي تجري في تلك المدينة هي عمليات محدودة قائمة على مبدأ الدفاع عن النفس والعمل على تأمين خروج الأهالي وأن يكون التفتيش على السلاح فقط. وجاءت توضيحات رئيس البرلمان الليبي، الذي يشكل أعلى هيئة منتخبة في البلاد بالتزامن مع إعلان الجيش الليبي سيطرته على مدينة بني وليد، التي شكلت طيلة الأسابيع الماضية مسرحا لمواجهات ومعارك ضارية بين ميليشيات مسلحة أبقت على ولائها للنظام السابق وقوات درعا ليبيا التابعة للحكومة في طرابلس. وخلفت هذه المواجهات عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى مما صعد المخاوف من أن يكون ما يجري في هذه المدينة ناجما عن خلفية الانتقام من سكانها الذين آووا رموز النظام السابق. وأكدت تقارير إعلامية ليبية رسمية أن قوات الجيش اعتقلت العديد ممن تصفهم طرابلس ب "الخارجين عن القانون الذين كانوا يقاومون الجيش الليبي"، مشيرة إلى أن بعضهم يحمل جنسيات إفريقية. وأشارت إلى إلقاء القبض على مجموعة كبيرة ممن قالت إنهم "فارون من العدالة من مختلف مناطق ليبيا والذين ارتكبوا جرائم في حق الشعب الليبي" أثناء النزاع المسلح الذي شهدته البلاد. وشوهد مئات الثوار السابقين من المنتمين إلى مدينة مصراتة المجاورة متجمعين وسط مدينة بني وليد وهم يطلقون عيارات نارية في الهواء احتفاء بفرض سيطرتهم على المدينة بعد عدة أشهر من الحصار. وكانت قوات تابعة للجيش الليبي قد بدأت قبل عدة أيام عملية عسكرية في المدينة تنفيذا لقرار صادر عن المؤتمر الوطني العام أوكل بموجبه لوزارتي الدفاع والداخلية مهمة التدخل في هذه المدينة من أجل إطلاق سراح عدد من المختطفين وتسليم مطلوبين للعدالة الليبية