أشارت الفنانة سعاد سبكي إلى أنها قد تقوم رفقة فنانين قدامى من المسرح الوطني بتقديم عريضة لوزيرة الثقافة حول المستوى المتدني للإنتاج المسرحي على مستوى المسرح الوطني الجزائري، مضيفة أنّ ما يحدث من تجاوزات وسوء في البرمجة والتسيير في هذا الفضاء وصل درجة من الانحطاط لا يمكن السكوت عنها. أضافت سعاد سبكي في برنامج «موعد مع الكلمة» الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة «الأطلس»، أن المسرحيات التي تنتج في المسرح الوطني تحمل توقيع نفس الأسماء، معتبرة أن النوعية منعدمة في هذا الفضاء، ناهيك عن مشكل البرمجة، حيث يتم دفع أموال كثيرة لإنتاج مسرحيات، وبعدها يتم عرضها مرة أو أكثر بقليل ليكون مصيرها في الأخير.. النسيان. وتساءلت سعاد؛ «هل تعلم وزيرة الثقافة ما يحدث في المسرح الوطني الجزائري؟»، مطالبة في السياق نفسه بالإسراع في تنظيف هذا الفضاء الذي كان في يوم من الأيام، معقل فنانين مرموقين حملوا الفن الرابع الجزائري إلى القمة، بالمقابل، تحدث الفنانة في هذا اللقاء الفني عن جديدها فقالت؛ إنها تعكف هذه الأيام على إخراج مسرحية «الزواج لعواج» مع التعاونية التي أنشأتها، تتناول فيها موضوعا اجتماعيا بطابع فكاهي. وفي هذا السياق، ستشارك الفنانة بهذه المسرحية الجديدة في الطبعة القادمة للمهرجان الوطني الثقافي للإنتاج المسرحي النسوي بعنابة، وهذا بعد أن شاركت في الطبعة الأخيرة لهذه التظاهرة، بمسرحية «سوق الرجال» عن تعاونية «محمد يزيد»، وتحصلت على الجائزة الثانية لأحسن دور نسائي أول. وعادت سعاد إلى الجولة الفنية التي قامت بها في مختلف أرجاء الوطن بمسرحية «سوق الرجال»، وقالت إنها كانت مثمرة، بالإضافة إلى كونها فرصة للتقريب بينها وبين الجمهور الذي عادة لا يرتاد المسارح، خاصة وأنها استمرت في تقديم هذا العمل الناجح طيلة ثلاث سنوات كاملة. كما تحدثت سعاد عن بداياتها في عالم الفن فقالت؛ إنها بدأت مسيرتها في عالم التلفزيون من خلال عملها كمنشطة في حصة «باقة ورد» سنة 1982، وكذا في برنامج «ألحان وشباب»، لتنتقل بعدها إلى عالم السينما مع المخرج محمد بدري، لتكون المحطة الثالثة في حياتها الفنية المسرح، حيث مثلت في مسرحية «العود المهشم» وغنت فيها لتكون مسرحية «برناندا البا» آخر مسرحية مثلت فيها لصالح المسرح الوطني الجزائري. واعتبرت الفنانة أن المسرح هو الفن الوحيد الذي يكشف عيوب الفنان، حيث يجد نفسه وجها لوجه أمام الجمهور، فلا يمكنه أن يغش أو أن يخطئ في التمثيل أو أي شيء من هذا القبيل، كما نوهت الفنانة بحب الفنانين الكبار الذين عملت معهم في بداية مسيرتها الفنية ورغبتهم في تكوين الفنانين الشباب، مقدمة مثالا بالمخرج مصطفى بديع الذي صحح عيوبها في التمثيل، خاصة أنها عصامية ولم يسبق لها أن درست الفن. ورفضت سعاد الكثير من الأعمال التي رأت أنها غير مناسبة لها، مضيفة أنها لا تفهم كيف يمكن تقديم دعم مالي كبير لأفلام ركيكة، كما أنها لا ترى في الوقت الراهن مخرجا جيدا في المسرح الوطني تعمل معه ويضفي على تجربتها شيئا ما، أما عن المسلسلات، فقالت إنها لا يمكن أن تعمل مع ممثلين لا يعرفون مهنتهم، خاصة أنه كان لها الحظ الكبير في العمل مع ممثلين مخضرمين. وعن تحولها من التراجيديا إلى الكوميديا، أكدت أن الأمر لم يكن سهلا، إلا أنها سعيدة بذلك، باعتبار أن الفنان يجب أن يقطف من كل حديقة زهرة مختلفة، كما تحدثت أيضا عن إخراجها لمسرحيتين للأطفال لصالح المسرح الوطني الجزائري، متمنية في الأخير أداء دور تاريخي، وتتساءل: كيف للسوريين أن يقدموا شخصية بطولية جزائرية ألا وهي لالة فاطمة نسومر، في حين أنه من واجب الفنانين الجزائريين تقديم مثل هذه الأعمال؟».