عمدت المديرية العامة للأمن الوطني إلى استحداث ميكانيزمات جديدة لتطوير منظومتها الاتصالية تزامنا مع التحولات، التي يعرفها المجتمع لتحقيق الأهداف المتمثلة في تأمين الأرواح والممتلكات والحفاظ على النظام العام، حيث جاءت هذه الميكانيزمات مسايرة لتطور مفاهيم العلاقات العامة والاتصال بشقيه الداخلي والخارجي والتحولات، التي يعرفها المجتمع بظهور منظومة قيم وعادات اجتماعية جديدة فرضتها ظاهرة العولمة والثورة المعلوماتية. وأفاد بيان عن المديرية صدر أول أمس أنه تم في إطار الاتصال الداخلي “تفعيل قنوات الاتصال بين مختلف المصالح المركزية والعملياتية في الميدان” ب “اعتباره عاملا هاما” لتحفيز منتسبي جهاز الشرطة في أداء مهامهم ب “أكثر فعالية” وترسيخ روح الإنتماء لجهاز الشرطة لديهم. واعتبر المصدر أن ترسيخ هذه الروح يعد هدفا أساسيا تسعى لتحقيقه القيادة العامة للأمن الوطني يتجلى في مختلف “التعليمات” التي تعطى دوريا للمسؤولين بغرض التكفل بانشغالات الموظفين. أما في مجال الاتصال الخارجي فقد اعتمدت المديرية “استراتيجية للتواصل مع كل الشركاء والفاعلين في المجتمع المدني”. ويظهر ذلك من خلال القيام بعدة حملات تحسيسية وتوعوية ترمي إلى الحد والتخفيف من الآثار السلبية للآفات الاجتماعية وكذا الحد من تفاقم حوادث المرور. وفي إطار الوقاية من حوادث المرور، سجلت المديرية العامة للأمن الوطني في الفترة الممتدة ما بين شهري جانفي وأكتوبر من السنة الجارية 2700 مشاركة إذاعية بثت على مستوى كافة القنوات المحلية الجهوية والوطنية. وأبرز المتدخلون من خلال هذه المشاركات الإذاعية مهام مصالح الشرطة في حماية المواطنين بمختلف فئاتهم وضمان أمن ممتلكاتهم وكذا محاربة جميع أنواع الجرائم. كما سجلت مصالح الأمن الوطني -يضيف المصدر- “402 روبورتاج وحصص تلفزيونية ومقتطفات مرئية خاصة بتغطية أنشطة ومهام مصالح الشرطة على مستوى التراب الوطني”. أما بخصوص تقريب المواطن من جهاز الأمن الوطني والتعريف بمختلف مصالحه “أقامت المديرية خلال نفس الفترة 203 تظاهرة في شكل أبواب مفتوحة وأيام إعلامية نظمت عبر مختلف ولايات الوطن إلى جانب تنظيم 65 زيارة بيداغوجية لمختلف المدارس والثانويات تهدف إلى توعية المتمدرسين بمخاطر الآفات الاجتماعية”. وأوضح المصدر أن المديرية العامة للأمن الوطني تهدف من خلال سياستها الاتصالية إلى إظهار أهمية الدور الوقائي الذي تلعبه الشرطة وتكريس الثقافة الأمنية لدى كل شرائح المجتمع باعتبار أن “الأمن أساس التطور الاجتماعي والاقتصادي”. وتهدف من خلال سعيها لتوطيد العلاقة مع وسائل الإعلام المختلفة المساهمة في “محاربة الجريمة بكل أشكالها، لاسيما الجريمة المنظمة” هذا من جهة، كما تهدف من خلال “خطط العلاقات العامة” إلى تزويد المواطن بالمعلومات عن الخدمات الأمنية التي يمنحها جهاز الشرطة له باعتباره أساس الأمن. ويتم ذلك عن طريق الاتصال بالمجتمع المدني وتنظيم الزيارات والنشر والإعلان في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة. كما أكد المصدر -في سياق آخر- أن “التقيد بضوابط وأخلاقيات مهنة الشرطة والهياكل المشكلة لكل المسؤولين وعلى كل المستويات بتبليغ كل التوصيات والتوجيهات الصادرة عن القيادة إلى المرؤوسين بمختلف رتبهم بما يخدم المواطن بالدرجة الأولى وآداء موظفيها يعد أحد فنون الاتصال بين المؤسسة والجمهور الداخلي والخارجي بمختلف خصوصياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية”. وحسب المصدر، جعلت المديرية العامة للأمن الوطني باعتبارها “مؤسسة أمنية” العلاقات العامة من “أولوياتها” لتعزيز الشراكة بين مختلف شرائح المجتمع وكذا الجمعيات المدنية بغية نشر الثقافة الأمنية بالدرجة الأولى والتحسيس بمختلف المخاطر وأنواع الجرائم التي تهدد المجتمع. كما أضاف البيان أن القيادة العليا للأمن الوطني أولت أهمية كبيرة “للعلاقات العامة على الصعيد الداخلي بإعلام الشرطيين بكل ما تهدف إليه القيادة والعمل على تحفيز الأفراد العاملين بها والرفع من معنوياتهم”. ومن بين الإجراءات “وضع القانون الأساسي الجديد للشرطة، الذي سمح برفع الأجور وتحسين الخدمات الاجتماعية مع تحسين وتدعيم قنوات الاتصال بين الرئيس والمرؤوسين” (..). كما تم وضع البريد الإلكتروني، الذي يتم من خلاله الاتصال بين مختلف المديريات من أجل التنسيق في العمل وإصدار مجلة الشرطة شهريا بدل كل ثلاثة أشهر من طرف خلية الاتصال والصحافة للمديرية. وأعطت القيادة العامة للأمن الوطني أهمية كبيرة أيضا “للعلاقات العامة على الصعيد الخارجي”، حيث تم -في هذا الشأن- وضع وسائل اتصال فعالة من بينها الرقم الأخضر15-48 ورقم شرطة الاستعجالات 17 والذي يتم من خلاله الاتصال بالمصالح العملياتية لطرح انشغالات المواطنين ومعرفة طلباتهم والاستجابة لنداءاتهم والتدخل في حينها. من جهة أخرى، أبرز البيان أهمية “العلاقات العامة مع وسائل الإعلام” التي تعد “همزة وصل” بين المؤسسة الأمنية والجمهور ويتم ذلك من خلال تنظيم الحملات التحسيسية التوعوية ضد حوادث المرور. كما أضاف البيان أنه “حتى تجسد مؤسستنا الدور المنوط بها لدى الجمهور تقترن وظيفة الإعلام ووظيفة المؤسسة الأمنية وتصب في اتجاه واحد بما يخدم الصالح العام بواسطة العلاقات العامة الجيدة مع وسائل الإعلام”.