ساهم 24 ألف مرب للنحل عبر التراب الوطني في إنتاج 5200 طن من العسل خلال الموسم الفلاحي الفارط، وهو رقم لا يغطي طلبات السوق الوطنية، حيث أن حصة الفرد من العسل في السنة لم يتعد ال140 غراما، وعليه تسعى تعاونيات مربي النحل لتطوير نشاط الفرع من خلال البحث عن مناطق جديدة لرعي النحل والاستثمار أكثر في الجنوب الجزائري خاصة بعد اكتشاف منافع شجرة السدر اليمني التي يريد أحد المربين تعميم تجربتها بولاية غرداية، بالإضافة إلى ملاءمة الظروف المناخية لتربية النحل بعدد من الولايات الجنوبية . وحسب تصريح وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسي خلال تدشين الطبعة ال13 للصالون الوطني للعسل وتربية النحل بتعاونية تربية النحل بجسر قسنطينة فإن فرع تربية النحل تسير نحو المهنية بعد أن أدرك المربون أهمية الفرع في حماية الدورة الزراعية وتحسين إنتاج عدد من المنتجات الفلاحية الأخرى، منوها بالمجهودات المبذولة من طرف المربين الذين أصبحوا أكثر تحكما في وسائل الإنتاج العصرية ولا يتوانون في تغيير أماكن وضع الخلايا تماشيا وتنقلات أسراب النحل وتوفر الحقول والغابات للرعي، مما فتح المجال لنقل تربية النحل إلى الصحراء في الفترة الأخيرة وساهم في تنويع المنتوج حيث تحصي الجزائر أكثر من 30 نوعا من العسل. وبخصوص التحاليل المخبرية التي تتم لتحديد المواصفات الطبية لكل نوع من العسل كشف الوزير عن اقتناء تجهيزات عصرية بالمعهد الوطني لتربية الحيوانات لإعداد 7 أنواع من التحاليل مجانا لمربي النحل المنضوين تحت غطاء جمعيات تربية النحل. مشيرا إلى استعداده لنقل انشغالات مربي النحل لوزير الصحة بخصوص استغلال معهد باستور لإعداد بعض التحاليل لتحديد مواصفات جديدة للعسل الموجه للتطبيب. من جهته، أكد رئيس جمعية مربي النحل لولاية الجزائر سليج رضوان انخفاض إنتاج العسل خلال الموسم الفلاحي الفارط بنسبة 20 بالمائة بسبب التقلبات الجوية وحرائق الغابات، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة سرقة خلايا النحل، ورغم ذلك، بقي الانتاج مرتفعا بالمقارنة مع السنة الماضية، داعيا وزارة الفلاحة إلى إيجاد صيغة بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات لتشديد الرقابة على المساحات المؤجرة لمربي النحل، مشيرا إلى أن مربي النحل أصبح أكثر وعيا بعد أن تلقى تكوينا في مجال تحديد نوعية الأزهار وتواريخ التفتح والتلقيح، وفي رد المسؤول عن التفكير في التصدير، أكد أن اهتمام فرع تربية النحل منصب على توفير طلبات السوق الوطنية في مرحلة اولي قبل التفكير في بيع المنتوج خارج الوطن، مؤكدا في السياق أن المنتوج الوطني معروف عنه انه طبيعي 100 بالمائة والطلب عليه كبير من طرف المتعاملين الأجانب بشهادة عدد من المربين الذين شاركوا في تظاهرات عالمية. وعن الإنتاج الوطني للعسل أشارت السيدة كريمة ازبوجن مسؤولة ملف تربية النحل بوزارة الفلاحة إلى تحقيق 5200 طن الموسم الفلاحي الفارط عبر 1,2 خلية نحل موزعة عبر 48 ولاية في الوقت الذي سجل فيه إنتاج 4800 طن سنة ، وتتوقع الوزارة رغم الظروف المناخية الصعبة وارتفاع عدد حرائق الغابات تحقيق زيادة في الإنتاج بعد بلوغ نفس مستوى إنتاج السنة الفارطة خلال الشهر الجاري، مرجعة سبب عدم تمكن منتجي العسل لغاية اليوم من الحصول على علامة تجارية عالمية للمنتوج الجزائري راجع إلى عدم وجود قوانين تنظيمية ولا هيئة تتكفل بذلك. تأسيس اتحاد مغاربي لتربية النحل لتثمين الإنتاج المحلي وقد أسس مربو النحل المغاربة، مؤخرا، اتحاد المغرب العربي لتربية النحل وهي منظمة تسمح لهم بالدفاع عن مصالحهم على المستوى الدولي وتعزيز تعاونهم على المستوى الإقليمي حسبما علم أمس لدى الاتحادية الجزائرية لتربية النحل، وأوضح رئيس الاتحادية الجزائرية السيد محمد لكحل أن المنظمة تأسست رسميا يوم 18 أكتوبر الفارط بايفران بدولة المغرب خلال جمعية عامة ضمت رؤساء اتحاديات تربية النحل في البلدان الخمس لاتحاد المغرب العربي، حيث تعمل كل دولة على تطوير فرع تربية النحل لتحضير برنامج عمل خماسي بين “2112/ 2016”. ويؤكد السيد لكحل في هذا الصدد انه يجب أن تتموقع دول المغرب العربي في السوق الدولية لتثمين العسل الذي ننتجه متسائلا “لماذا تستورد بلداننا العسل ولا تصدر منتوجها؟” خاصة وأننا نملك فصيلة محلية من النحل على غرار النحلة الصفراء بالصحراء التي هي اليوم محل انقراض بفعل قيام بعض البلدان بأخذ العينات منها وهو ما يستدعي حمايتها. وسيقوم وفد عن تربية النحل في المغرب شهر أفريل المقبل بزيارة المعاهد التقنية والجامعات ومؤسسات تربية النحل في الجزائر للاطلاع على التجربة الجزائرية خاصة في مجال تربية النحلة الصفراء وذلك بعد إعداد قائمة للنباتات التي تتغذى منها وتحديد مواقع تكاثرها بالجزائر والمغرب.