أحيت ولاية سعيدة، أمس، الذكرى ال 38 لوفاة المجاهد أحمد مدغري (1934-1974)، أول وزير للداخلية للجزائر المستقلة، وحضر فعاليات هذه الذكرى، التي جرت بدار الثقافة لمدينة سعيدة بمبادرة من الجمعية الوطنية "مشعل الشهيد" بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للمجاهدين، إطارات ومجاهدين نوهوا بجهود المرحوم أحمد مدغري في التأسيس لإدارة وطنية لجزائر الاستقلال. وقدم المجاهد "محمد النجادي" -بالمناسبة- شهادته عن المرحوم الذي وصف ب "الشخصية الفذة والذكية وعميقة التفكير"، مشيرا إلى "اهتمام" الراحل بالتأسيس لإدارة جزائرية بعد الاستقلال عندما تولى منصب وزير الداخلية، مستعينا بالخبرات الأجنبية من الفرنسيين الذين بقوا بالجزائر والإطارات القادمة من البلدان العربية، إضافة إلى الإطارات الجزائرية. وأوضح المجاهد أن أحمد مدغري "تشبع بالروح الوطنية على يد والده"، الذي كان ممثلا لحزب حركة أحباب البيان والحرية بسعيدة قبل انطلاق ثورة أول نوفمبر وكذا من خلال معايشته لتضحيات الشعب الجزائري الرافض للمستعمر الفرنسي، وقد تحصل مدغري على شهادة البكالوريا في تخصص الرياضيات بوهران والتحق بجامعة غرونوبل بفرنسا درس بها لمدة سنة واحدة قبل أن يعود إلى مسقط رأسه بسعيدة، وهناك درّس في الابتدائي، ثم التحق بصفوف الثورة التحريرية في المنطقة الخامسة ثم بجيش الحدود مع الرئيس الراحل هواري بومدين. وعين الراحل بعد الاستقلال في منصب والي تلمسان لفترة قصيرة ثم وزيرا للداخلية، وعمل على تأسيس الإدارة الجزائرية "باعتبارها الدعامة الأساسية لهوية الدولة والتنمية"، فضلا عن إنشائه مركزا للتكوين الإداري في كل ولاية وبعدها المدرسة الوطنية للإدارة ثم المدرسة العليا لتكوين الإطارات السامية التي فتحها أيضا أمام الإطارات الأفارقة. بالمناسبة، تم تكريم المجاهد محمد النجادي من ولاية سيدي بلعباس وكان أحد ضباط جيش التحرير الوطني، عين بعد الاستقلال واليا على ولاية الشلف حتى سنة 1979، ثم انتخب رئيسا للمجلس الشعبي الولائي من 1979 إلى 1989.