تمر الذكرى السابعة والخمسين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية التي خاضها الشعب الجزائري بأكمله ضد الاستعمار الفرنسي والتي تكللت بالإعلان عن استقلال البلاد في الخامس من جويلية 1962، و تعتبر الثورة الجزائرية من بين أبرز الثورات العالمية ضد الاستعمار في التاريخ المعاصر وأعنفها ليس فقط لأنها تمكنت من مواجهة وإضعاف أقوى جيش استعماري بل لأنها تمكنت من خلال التفاف الشعب عليها أن تحافظ على هوية الشعب الجزائري العربية الإسلامية وانتماءه الامازيغي بالرغم من كل محاولات الطمس التي دأبت عليها حكومات فرنسا الاستعمارية في الجزائر في تحد لتاريخ عريق عاشه وكتبه امازيغ شمال إفريقيا المسلمون. وسعيا لتكريم شهداء الواجب الوطني جرت العادة في كل ذكرى على زيارة قبورهم في كل منطقة وكذا إطلاق أسمائهم على عدد من المنشات الهامة في الجزائر، وهو ما تم أمس بعدد من ولايات الوطن، حيث شرع أمس في البث التجريبي الإذاعي بولاية تيزي وزو شرق العاصمة بالإضافة إلى تنظيم زيارة إلى قرية "اغيل ايمولا" التي تم فيها صياغة بيان الفاتح من نوفمبر تحت رعاية علي زعموم. من جانبها عرفت مدينة قسنطينة تنظيم عدد من النشاطات الاجتماعية و الثقافية والترفيهية بالمناسبة أهمها فتح جسر سيدي راشد الذي يعتبر شريانا رئيسيا لحركة المرور ومعلما اثريا وسياحيا هاما للمدينة بالإضافة إلى تنظيم ندوة تاريخية حول الثورة الجزائرية بالسينما الجزائرية وكذا الذهاب إلى مقبرة الشهداء للترحم على أرواح شهداء قسنطينة التي تعتبر من أهم معاقل الثورة الجزائرية من خلال هجومي شمال قسنطينة الذين خففا الضغط على مناطق أخرى للوطن وزعزعا اتزان قوات الجيش الفرنسي شرق الجزائر وكذا تسمية ملعب التنس الكبير باسم المجاهد الكبير احمد بودربالة ناهيك عن برمجة نشاطات في دور الثقافة والمراكز الجامعية في الولاية التي حضرتها اللجنة الولائية لتحضير حفلات الأعياد والأيام الوطنية. و في ولاية البليدة احتضن مقر الأمن الولائي الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى المجيدة حيث ألقى المجاهد بيري يخلف وهو عضو بالمنظمة الوطنية للمجاهدين محاضرة حول تاريخ المنطقة و بسالة الجزائريين في الدفاع عن أرضهم، كما تم بالمناسبة تكريم المجاهدة فاطمة مصباح إلى جانب عدد من موظفي سلك الأمن الوطني من أبناء الشهداء و المجاهدين المتقاعدين. كما نظمت المديرية الولائية للأمن الوطني مسابقة شطرنج و مباراة في كرة القدم بين فريق الأمن الولائي و فريق من أحياء موزاية وذلك في إطار تكريس نشاطات الشرطة الجوارية. كما احتضنت مقرات الأمن الحضري المتواجدة عبر تراب الولاية أبوابا مفتوحة حول الأمن الوطني. وبولاية الجلفة إحتضنت الوحدة الثامنة عشر للأمن الجمهوري في إطار إحياء الذكرى ال57 لإندلاع ثورة نوفمبر المجيدة محاضرة تاريخية حول مآثر الثورة التحريرية التي أقر فيها الشعب الجزائري مصيره بنفسه. وفي هذا الصدد أكد الأستاذ المحاضر أمام جمع من الإطارات الأمنية والعسكرية لاسيما بحضور أعضاء الأسرة الثورية أن الثورة التحريرة "كانت نتاج شهامة الرجال من الشهداء والمجاهدين البواسل على حد سواء بإرادتهم الفولاذية و عزيمتهم الفذة لدحر المستدمر الجائر". وفي بومرداس كشف مدير المجاهدين عن تدوين أكثر من أربعة ألاف شهادة و نبذة تاريخية عن حياة المجاهدين و شهداء ثورة التحرير الوطني. وسيتم تتويج جهود جمع هذه النبذ التاريخية الخاصة بالمجاهدين الأحياء منهم والشهداء بإنجاز السجل الذهبي الخاص بكل شهداء و مجاهدي الولاية مضيفا أن العمل حاليا بالتعاون مع كل من مديرية التربية و جامعة أمحمد بوقرة ببومرداس لتسهيل مهمة المدونين بتقديم الإعانة البيداغوجية و وضع تحت التصرف أساتذة متخصصين و مؤرخين و كذا تسخير وسائل سمعية بصرية بغرض تسجيل و تصوير شهادات تاريخية حية لمجاهدين و أرامل الشهداء. هذا وتم إعادة تهيئة المعالم التذكارية التاريخية عبر الولاية تم مؤخرا إتمام أشغال ترميم المعلم التاريخي التذكاري لبلدية دلس بغلاف مالي تجاوز الثلاثة ملايين دج ليتم تدشينه لاحقا ، كما تم تدشين مقبرة للشهداء بسوق الحد بعد خضوعها لعملية تجديد و ترميم و سيتم قبل نهاية سنة 2011 الإنتهاء من ترميم مقبرة أخرى للشهداء ببلدية سي مصطفى ، بالإضافة إلى إطلاق اسم المجاهد "شباب عمر" على حي سكني بقورصو و إسم الشهيد "تريكات رابح" على ثانوية الكرمة الجديدة ببومرداس و أسماء أخرى على عدد من المنشآت و الشوارع ة عبر الولاية. وبدورها أحيت ولاية تيبازة الذكرى من خلال تدشين وتسمية ببلدية الحطاطبة مكتبة البلدية باسم الشهيد ينفوفي رابح وتسمية ثانوية ببلدية الشعيبة باسم المجاهد المرحوم زيباك محمد. و في المتحف الجهوي للشلف قامت السلطات المحلية بزيارة معرض الشهداء و الثورة التحريرية ، كما تم تتبع محاضرة قدمها الدكتور زغيدي محمد لحسن بعنوان "ثوابت نوفمبر 1954" و لقراءات شعرية للشاعر سليمان جوادي. وفي المدية أشرفت السلطات الولائية على إطلاق اسم المجاهد المرحوم و الوزير السابق بشير رويس (توفي في 5 أكتوبر الماضي) على حي بزيوش بوسط المدينة و ذلك تخليدا لذكرى هذه الشخصية الوطنية التي أفنت شبابها في تحرير البلاد إبان الثورة التحريرية و ساهمت عقب الاستقلال في بناء مؤسسات الدولة بالإضافة إلى تسمية ثانوية المدية باسم الشهيد "خالد بن زميرلي" وكذا إعادة دفن رفات ثلاثة شهداء بمقبرة بلدية السواقي شرق المدية.