حذر أخصائيون في التغذية من أخطار الإفراط في تناول مادة رقائق البطاطا أو ما يعرف ب ”الشيبس”، لا سيما من طرف الأطفال الأكثر تعرضا لهذه الأخطار كونهم الأكثر استهلاكا لهذه المادة. وأكد هؤلاء الأخصائيون أن تناول هذه المادة يعني استهلاك كميات هائلة من الدهون والملح وذلك لخطورتهما في حال الإفراط في تناولهما، فيما تستورد الجزائر هذه المادة من ثمان دول على رأسها بلجيكا، حيث بلغت قيمة رقائق البطاطا المستوردة خلال سنة 2011 ما يزيد عن 1٫280 طنا من رقائق البطاطا بقيمة 1.13 مليون دولار. وتسبب مادة ”الشيبس”، التي انتشرت مبيعاتها في السنوات الأخيرة -حسب الأخصائيين- بعض الأمراض المزمنة مستقبلا، منها ضغط الدم والسرطان، مما دفع بالعديد من الأطباء لدق ناقوس الخطر حول مخاطر هذه المادة الاستهلاكية، خاصة وأن الوعي إزاء هذه الخطورة منعدمة حتى في أوساط الأولياء. ويتزايد عدد الدول التي تستورد منها الجزائر هذه المادة في كل سنة، حيث بلغ لحد الآن ثماني دول تتصدرهم كل من بلجيكا، التي صدرت لوحدها خلال السنة الماضية نحو الجزائر 892 ألف كيوغرام من هذه المادة، تليها مصر ثم بدرجة أقل إسبانيا، ألمانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، هولندا وكوريا الجنوبية. وحسب أرقام المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصاء التابع لمصالح الجمارك فإن الاستهلاك الوطني لمادة الشيبس يقدر ب 1500 إلى 2000 طن في السنة الواحدة فيما يعتبر الأطفال الأكثر إقبالا على اقتناء هذه المادة حتى لقبت هذه الأخيرة ب ”حبيب الأطفال” من طرف أحد الأخصائيين، الذي دعا إلى ضرورة الشروع في عمل تحسيسي إزاء الإفراط في تناول هذه الرقائق، خاصة وأنها لا تحتوي فقط على مواد تعتبر خطيرة على صحة الإنسان عند الإفراط في تناولها، إنما تأتي من الخارج وتجهل المكونات المستعملة في صناعتها. كما دعا الأخصائيون إلى ضرورة فرض مراقبة صارمة على مثل هذه المنتجات لحماية المستهلك بصفة عامة والأطفال على وجه الخصوص، كون الإفراط في تناول هذه المواد غير الصحية يعني التخلي عن الوجبات المتوازنة وبالتالي التعرض لمخاطر قد تؤثر على نموهم وصحتهم في المستقبل. كما دعا هؤلاء إلى تفضيل استهلاك ما هو مصنع محليا، دون إفراط في تناول الرقائق والامتناع عن كل ما هو مستورد، مشددين على ضرورة العمل على إقناع الأولياء والأطفال بالكف عن استهلاك هذه المادة ولو تدريجيا.