تعرف رقائق البطاطا أو ما يعرف ب"الشيبس" إقبالا كبيرا من طرف صغار المستهلكين وحتى الكبار، لتكون ضريبة تلك الدقائق من القرمشة أمراض مزمنة قد تستمر لسنوات أو حتى للأبد، ما جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر حول مخاطر هذه المادة الإستهلاكية التي صارت تهدد الصحة العمومية. في استطلاعنا لمدى وعي الأطفال بخطورة هذه المادة التي صار استهلاكها بالنسبة للكثيرين عادة غذائية، حيث أكّد بعضهم أنهم يشترون كيسا من الشيبس قبل الدخول، وبعد الخروج من المدرسة بشكل يكاد يكون يوميا وأغلبهم لا يعي خطورة ذلك، ولكن الأدهى في الأمر أنه لا نجد وعيا بخطورة هذه المادة الغذائية حتى عند بعض الأولياء الذين يعتبرون شريكا فعالا في انتشار أضرار هذه الرقائق، باعتبارهم من يزودون أبناءهم بالمال لشرائها، بل ويقتنونها لهم بأنفسهم، ولكن أغلبهم قدموا تبريرا واحدا وهو أنه مغلوب على أمرهم أمام إلحاح أبنائهم، رغم أن الكثير منهم يعي جيدا النتائج الصحية السلبية التي يمكن أن تلازم الأطفال بسبب استهلاكهم ل"الشيبس"، وهو ما أكدته لنا إحدى الأمهات التي تقول إن هذه النقطة لا تثير انتباهها إلا نادرا، رغم أنها تشبّه استهلاك أطفالها للشيبس بأنه يكاد يعادل استهلاكهم للخبز أو أي مادة غذائية أخرى، وعن نتائج ذلك تؤكد أنها لاحظت أن أغلب أطفالها يفتقدون الشهية للأكل. هذا ولوحظ أن العديد من أصحاب المواد الغذائية يحاولون جلب أكثر عدد من مستهلكي رقائق البطاطا، حيث يجيدون عرض مختلف أنواع الشيبس من أقل سعر إلى أكبره، حيث يخصصون لها مكانا خارج المحل ليكون في متناول الجميع. وبخصوص هذا أكد صاحب محل لبيع المواد الغذائية أن هذا العرض لا يكون عن سوء نية وإنما لأن "الشيبس" يكثر الطلب عليه، مما يتعب البائع الذي يجد نفسه في حالة ذهاب وإياب وعند وضع أكياس "الشيبس" داخل المحل. حذر الدكتور محمد شريف بلعربي من التهافت الكبير على رقائق البطاطا خاصة من قبل الأطفال الصغار، حيث يؤكد أنه لو استعملنا ما يعرف في البحث العلمي بالملاحظة بالمشاركة بأحد محلات بيع المواد الغذائية، لوقفنا عند حجم الإقبال الكبير على هذه المادة، وهو بالفعل ما نلاحظه في الواقع، فبالكاد نجد محلا لبيع المواد الغذائية يخلو من الأكياس الخاصة برقائق البطاطا، حيث صارت تحقق أرباحا لبائعها رغم أن أسعارها محدودة بين 10 و30 دينارا، إلا أننا يمكن أن نقول إنها أكثر المواد التي تباع بسرعة ما يهدد صحة كثير من الأطفال ممن يقبلون على استهلاكها بشكل مستمر، خاصة وأن أغلب بائعي "الشيبس" يؤكدون أن أغلب زبائنهم هم من الأطفال والشباب. وتتميز رقائق البطاطا بكونها تضم كمية كبيرة من الزيت المستعملة في القلي، الملونات والأملاح، وهذه المواد حسبما أوضحه المتحدث هي السبب في أغلب الأمراض، إضافة إلى مختلف النكهات التي يمكن أن تكون أخطر المواد على صحة الفرد، حيث تبين أن تلك الرقائق تسبب الكثير من الأمراض على المدى البعيد لا سيما المزمنة منها، حيث يكون الأطفال ممن يزيد إقبالهم على "الشيبس" أكثرهم عرضة للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط الدموي، إضافة إلى بعض الأمراض التي يمكن أن تتطور إلى أورام سرطانية، كما كان "الشيبس" حسب الطبيب السبب في العديد من حالات الاستعجالات التي تصل إلى المستشفيات بفعل التسممات الغذائية التي تنجم في العادة عن تأثير مختلف المواد غير الصحية الموجود في رقائق البطاطا. وفي السياق ذاته دعا الطبيب إلى ضرورة تدخل الأولياء للحد من استهلاك أبنائهم لهذه المادة، وذلك من خلال توعيتهم بمخاطرها يضيف قائلا: "إن مسؤولية التغذية السليمة للأطفال تقع على عاتق الأولياء وإذا غضوا النظر عن هذا الإستهلاك العشوائي لهذه الرقائق فمعناه أنهم يشاركون في خطر إصابة أطفالهم بمختلف الأمراض، لذا فمن الأفضل تعويد الأطفال على الغذاء الصحي وتعويض "الشيبس" بالفواكه والمكسرات ، هذا وقال الطبيب إن تأثير رقائق البطاطا يكون لها تأثير واضح في حال زاد الإقبال عليها بشكل مفرط ولكن منع تناولها يبقى أفضل. أولياء يطالبون جمعيات حماية المستهلك بمنع الشيبس في الأسواق هذا واعترفت إحدى السيدات أن جهود الأولياء في منع استهلاك أبنائهم ل"الشيبس" لا يمكن أن تأتي ثمارها في حال بقيت هذه المادة منتشرة في الأسواق، لأنّ الأولياء لا يمكنوا أن يشددوا الرقابة داخل البيت وخارجه والأطفال لا يمكنوا أن يقاموا لذة الملوحة والقرمشة، فكثير من الأولياء حاولوا منع أطفالهم ولكن لا جدوى من تلك النصائح ولا يمكنهم منع أبنائهم في كل الأوقات، خاصة وأن كل أقرانهم يحببون تناولها لذا طالب بعض من تحدثنا إليهم بضرورة تدخل جمعيات حماية المستهلك لمنع إنتاج المزيد من كميات "الشيبس"، وهو حسبهم الحل الأمثل للتقليل بل ومنع استهلاكه ما دام يسبب تلك الأعراض الصحية المذكورة سابقا.