نشرت حركة "الشباب المجاهدين" المتمردة في الصومال عبر موقع "تويتر" صورة لجثمان شخص أبيض اللون قدمته على أساس أنه رئيس قوة التدخل الخاصة الفرنسية التي فشلت في تحرير عميل المخابرات الفرنسي المحتجز كرهينة لديها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وجاء نشر هذه الصورة بعد أن كانت الحركة قد أكدت وفاة الجندي الفرنسي الذي قالت إنها أسرته خلال الغارة التي نفذتها قوة التدخل الخاصة الفرنسية السبت الأخير بالصومال متأثرا بجراحه. وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين، "حاول فريقنا الطبي مساعدته، لكن إصابته كانت جد خطيرة"، مضيفا أن الحركة ستفصل خلال المرحلة القادمة في مسألة إعادة جثمانه من عدمها. وكان وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لودريان قد أعلن السبت الماضي مقتل هذا الجندي إلى جانب زميل له ممن شاركوا في عملية عسكرية لتحرير رهينة فرنسية محتجز لدى الشباب المجاهدين منذ عام 2009 قبل أن يتراجع عن تصريحه ويضعه في خانة "المفقودين". وشنت فرقة من جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية هجوما فاشلا ليلة الجمعة إلى السبت بمنطقة بلوماري جنوب العاصمة موقاديشو والواقعة تحت سيطرة حركة الشباب بهدف تحرير الرهينة الذي لا يزال مصيره مجهولا رغم أن السلطات الفرنسية أكدت أن كل الأدلة تشير إلى أنه قتل، لكن حركة الشباب أكدت أنه لا يزال على قيد الحياة دون أن تقدم دليلا على ذلك وقالت إنها أصدرت حكمها النهائي بحقه وسيتم الإعلان عنه خلال الساعات القليلة القادمة. ووقع دونيس أليكس عميل المخابرات الفرنسية بين أيدي شباب المجاهدين يوم 14 جويلية 2009 بالعاصمة موقاديشو في أطول عملية احتجاز يتعرض لها رعية فرنسي. وقد أقر وزير الدفاع الفرنسي أن جنوده واجهوا مقاومة شرسة من قبل مقاتلي الحركة خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 صوماليا حسب السلطات الفرنسية بينما أشار شهود عيان إلى سقوط ثمانية مدنيين. وكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، أن قوات بلاده قدمت "دعما محدودا" لنظيرتها الفرنسية خلال شنها الهجوم. وقال الرئيس الأمريكي إن قوات بلاده "لم تشارك مباشرة في الهجوم، لكن مقاتلة أمريكية دخلت المجال الجوي الصومالي لفترة وجيزة لدعم العملية دون استخدام أية أسلحة"، مضيفا أنه "أصدر أمرا للقوات الأمريكية بدعم عملية الإنقاذ تعزيزا لمصالح الأمن القومي الأمريكي".