شهدت العاصمة الصومالية موقاديشو تصعيدا خطيرا في الوضع الأمني على اثر عودة المواجهات الدامية بين حركة شباب المجاهدين والقوات النظامية أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة أكثر من 100 آخرين في ظرف يومين. وكانت اكبر حصيلة قتلى تلك التي خلفها الهجوم المسلح لعناصر الحركة المتمردة ضد فندق بمنطقة حكومية بالعاصمة موقاديشو خلف مقتل 30 شخصا كان بينهم ستة نواب وعاملين في الفندق. وقال عبد الرحمن حاجي أدب أبي نائب رئيس الوزراء أن مسلحين اثنين كانا يرتديان الزي العسكري الرسمي تمكنا من الدخول الى بهو فندق ''منى'' الذي يقصده عادة النواب والمسؤولون الصوماليون وفتحا النار على المتواجدين به قبل أن يفجرا نفسيهما مما أدى الى سقوط الحصيلة المذكورة. ويقع الفندق بالقرب من مقر الرئاسة الصومالية والبرلمان في منطقة محروسة وبعيدا عن مسرح المواجهات بين شباب المجاهدين والقوات النظامية التابعة للحكومة الصومالية الانتقالية. وسارعت حركة الشباب الى تبني الهجوم وقالت أن وحدات من الحركة اقتحمت أحد الفنادق القريبة من القصر الرئاسي ضمن خطة هجومية واسعة للإطاحة بنظام المحاكم الإسلامية الحليف السابق لحركة المجاهدين الشباب قبل أن يختلفا حول نظرتهما لنظام الحكم في الصومال. ويأتي هذا الهجوم غداة مقتل 40 شخصا على الأقل وإصابة حوالي 106 آخرين في اشتباكات اندلعت منذ أول أمس بين القوات الحكومية والمقاتلين الإسلاميين وتواصلت طيلة الليل بعد أن شنت حركة الشباب هجوما على مواقع القوات الحكومية في بعض أحياء العاصمة. ولم تتوقف موجة العنف التي تعصف بالصومال عند هذا الحد فقد لقي 11 شخصا حتفهم وأصيب 53 آخرون أول أمس في هجوم للمتمردين بقذائف الهاون على مواقع للقوات الحكومية. وكانت حركة شباب المجاهدين قد توعدت بتكثيف هجماتها واستهداف المواقع الحكومية وقوات الاتحاد الإفريقي تزامنا مع وصول مئات الجنود الأوغنديين لدعم قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي المساندة للحكومة الصومالية. ويشكل الجنود الأوغنديون اكبر تعداد قوة الاتحاد الأفريقي وتعهدت أوغندا بإرسال المزيد من جنودها الى الصومال بعد التفجيرين اللذين تسببا في مقتل 76 شخصا في العاصمة كمبالا الشهر الماضي والذي نسب الى حركة الشباب الصومالية. ويشن المتمردون في حركة الشباب هجمات متكررة على القوات الحكومية وتمكنوا من فرض سيطرتهم على الجزء الأكبر من وسط وجنوب البلاد في مواجهة الحكومة الانتقالية التي تتحصن في بعض أحياء موقاديشو بحماية ستة آلاف من الجنود الأوغنديين والبورونديين العاملين ضمن القوة الإفريقية. وكان بريجي باهوكو المتحدث باسم البعثة الأفريقية لحفظ السلام في الصومال ''أميصوم'' قد حذر من أن مسلحي حركتي شباب المجاهدين والحزب الإسلامي يستعدون لشن هجمات وشيكة على مواقع حكومية وأخرى تابعة للبعثة بالعاصمة. ويعيش الصومال منذ أكثر من 20 عاما محروما من حكومة مركزية ويشهد حالة من اللاستقرار واللاأمن بسبب الفوضى والعنف المستفحلة في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري عام .1991