خصصت المصالح الفلاحية بعنابة مؤخرا، غلافا ماليا بقيمة 37 مليون دينار، يدخل في إطار تعزيز مخطط تطوير وتدعيم شعبة الحليب بالولاية، وقد استفاد من هذا الغلاف المالي نحو 12 فلاحا معنيا بشراء الأبقار الحلوب. وحسب مدير الفلاحة، السيد مغموري، فإنه تم تنصيب لجنة خاصة تسهر على عملية متابعة نشاط مربي الأبقار الحلوب الموزعين على بلديات الشرفة، العلمة والتريعات لتحسين نشاط تربية الأبقار، خاصة في المناطق الريفية المحرومة، وستعرف العملية دعما آخر خلال الأيام القادمة، لتشمل العملية حسب مديرية الفلاحة نحو 60 مربي أبقار. وقد جاء تحرك المصالح الفلاحية بالولاية، على خلفية اللقاء الأخير الذي جمع ممثلي مربي الأبقار الحلوب بعنابة، بمشاركة 6 ولايات شرقية وهي؛ قسنطينة، سوق أهراس، قالمة، سكيكدة وغيرها، وكان لقاؤهم بملبنة الإيدوغ بالبوني، بعنابة، حيث تمت مناقشة ملف العراقيل التي قد تهدد القطاع وتساهم في ركوده وانهياره، رغم الأغلفة المالية التي رصدت للقطاع الفلاحي، والتي أرجعوها أساسا إلى سوء التنظيم والتناقض بين القوانين، وما يتعرض له المربي خاصة في ظل حجم “الانتهازيين” الذين حوّلوا القطاع لأغراضهم الخاصة، إضافة إلى غلاء الأعلاف، مع المطالبة بمراجعة سعر الحليب، خاصة الغني بالدسم. وفي سياق متصل، كشف منتجو حليب الأبقار بعنابة، أنه في الوقت الذي تراهن فيه الدولة على رفع إنتاج الحليب لما يزيد عن 6 ملايير لتر سنويا، من أجل تعزيز حاجيات البلاد من هذه المادة الإستراتيجية، إلا أن العديد منهم وفي الكثير من المناطق، يرمون إنتاجهم في الأودية، نظرا لعدم وجود جهة تقبل بحليبهم، معتبرين ذلك تناقضا بين سياسة الدولة الداعمة لمجال تربية الأبقار الحلوب وبين ما يواجهه المربي من عراقيل، إذ عند الاستفادة من الدعم في خدمة الأبقار، ترتفع الكميات المنتجة في بعض الأحيان إلى الضعف، إلا أن المربين لا يجدون من يشتري منتوجهم الإضافي، فمصانع تحويل الحليب العمومية لا تقبل سوى بالكمية المعتادة التي تأخذها من المربي دون زيادة، لضمان التوازنات المالية للشركات التي تعتمد على الحليب المجفف في التصنيع، إضافة للحليب الطازج، في الوقت الذي ترفض فيه مراكز تحويل أخرى استقبال الحليب الطازج، وتعتمد كليا على الحليب المجفف المستورد، مما سبب خسائر فادحة للمربين. وعلى صعيد آخر، طالب المربون بضرورة رفع تسعيرة الحليب الذي تصل فيه نسبة الدهون إلى 40 غراما في اللتر إلى 40 دينارا، مطالبين أيضا مراكز التحويل التحلي بروح المسؤولية والشفافية في قياس نسبة الدهون، مضفين أن سعر الحليب أقل من 50 دينارا يضع المربي في أزمة حقيقية، نظرا لغلاء الأعلاف ونقص المياه.