يعتزم الدكتور عمار كساب، الخبير في السياسات الثقافية، لإصدار كتاب يحمل فكرة مشاريع السياسة الثقافية في الجزائر، بعد أن عرض الخطوط العريضة لآخر محور من مشروعه، في اللقاء الرابع بفضاء ”ألف خبر وخبر” بالجزائر العاصمة. بعد اللقاءات الثلاثة الأولى، التي عرفت نجاحًا كبيرا وأحدثت نقاشا مكثّفا بين الفاعلين في القطاع الثقافي، تقوم مجموعة العمل حول السياسة الثقافية بالجزائر التي يقودها عمار كساب، جاء اللقاء الرابع حول السياسة الثقافية بالجزائر بهدف كتابة سياسة ثقافية وطنية.وقدم مشروع السياسة الثقافية بالجزائر للجمهور، كثمرة لمشاورات موسعة وتبادل آراء جدي بين حوالي المائة من الفاعلين في الوسط الثقافي من مختلف جهات الوطن، ويتكون المشروع من ثلاثة عشر فصلا تعالج مجمل التخّصصات الفنية والإشكالات الثقافية. ويتأسس هذا المشروع على مبادئ واضحة ومطالب ملموسة، يرمي أساسا إلى تعزيز الجزائر بإستراتيجية واضحة لتقوية القطاع الثقافي، ويسمح بازدهار فاعليها من مبدعين ومثقفين وفنانين. واشتغلت المجموعة على الإحاطة الشاملة بمختلف الجوانب الثقافية والتاريخية في الجزائر، والهدف منها إرساء ثقافة شاملة تكون كفيلة بترشيد الميزانيات المرصودة للقطاع الثقافي وكيفية الاستفادة منها بشكل عقلاني. وألقت المجموعة على الحاضرين مشروع السياسة الثقافية، حيث تقدمهم الدكتور عمار كساب وهو خبير في السياسات الثقافية، وقدم هذا الأخير خلال اللقاء إلى جانب حبيبة العلوي وسامي عبد الغرفي، الخطوط العريضة التي يحملها مشروعهم الجديد حول السياسة الثقافية بالجزائر، بأنّ هذا العمل الذي جاء بعد سلسلة من النقاشات وتبادل للآراء بين مختصين فنيين وثقافيين وناشرين، وطيلة ثلاثة أشهر، تم تداوله في البداية عبر الإنترنت بغية تعميمه في المجتمع الجزائري. ونوه كساب إلى النقاط التي يستوجب بلوغها على غرار إنشاء صندوق دعم غير حكومي يمول المشروع تقوم به لجان وطنية مستقلة، بالإضافة إلى البحث عن آليات العمل الثقافي وعدم اعتبار الفعل الثقافي كسلعة، بل تجب حمايته والحفاظ عليه قصد تطوير وبناء سياسة وإستراتيجية ثقافية جديرة تنافس نظيراتها في الخارج، واعتبر أن المشروع لا يقوم على مسألة أسماء وإنما مبني على لجان تفعله وتطوره. وفي سياق متصل، أوضح هؤلاء، بأنّه لا يمكن المراهنة على نجاح هذا المشروع مائة بالمائة، نتيجة عدة عوامل منها احتمال وجود آراء مخالفة، وأجمعوا بأن ما أنجزوه يبقى خطوة في انتظار توسيعها لترسيخ إستراتيجية مناسبة تضع حدا للفوضى الحاصلة في القطاع الثقافي بالجزائر. وسمح اللقاء بفتح مناقشة الخطوط الكبرى لهذا المشروع الذي سينشر بعدها على مستوى شبكة الإنترنت لاستقبال أكبر قدر من الآراء والتعاليق والانتقادات، قصد تمتينه وتقويته، ومن ثمّ نشره في كتاب.