أكد الباحث الجزائري وصاحب المبادرة التي تدعو إلى تبني سياسة ثقافية واضحة في الجزائر الدكتور “عمار كساب"، إلى جانب فريقه الذي يطلق عليه “مؤسسة المورد الثقافي"، بأنهم سيقدمون مشروعا لإرساء سياسية ثقافية واضحة الاستراتيجيات، حيث سيتم تقديم العرض العام لمشروع السياسة الثقافيّة بالجزائر مساء اليوم بالفضاء الثقافي “ألف خبر وخبر" بحضور الدكتور عمار كساب، والشاعرة الباحثة حبيبة العلوي، والمدون سامي عبد القرفي. يقدم كساب، الخبير الدولي في مجال السياسات الثقافية، خلال اللقاء مشروع “السياسة الثقافية بالجزائر”، والمكون من ثلاثة عشر فصلا تعالج مجمل التخّصصات الفنية والإشكالات الثقافية بالبلاد، ويعد هذا المشروع ثمرة لمشاورات موسّعة وتبادل آراء مكثّف بين حوالي المائة من الفاعلين في الوسط الثقافي من مختلف جهات الوطن، حيث يتأسس هذا المشروع على مطالب ملموسة ومبادئ واضحة. وقال صاحب المبادرة، مدير الصندوق الإفريقي للفنون والثقافة بكيب تاون في جنوب إفريقيا، خلال تعليق نشره على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” أن:«هذا المشروع بالأساس يهدف إلى تعزيز الجزائر بإستراتيجية واضحة، من أجل قطاع ثقافي قوي يسمح بازدهار فنونا وثقافتنا، دون إقصاء معلم من معالمها أو كيان من كياناتها، وحيث ينبغي أن يتموقع المواطن في مركز الفعل الثقافي وحيث ينبغي أن يقدر الفنان بقيمته الحقيقة”. وأكد كساب، على أن فريق العمل المكلف من طرف مؤسسة المورد الثقافي، اشتغل على خريطة للمشهد الثقافي، قام بانجازها رفقة الأستاذ مخلوف بوكروح، من أجل إنجاز مسح للحالة الثقافية في الجزائر، قادر على اقتراح سياسة ثقافية أنجع. والجدير بالذكر أن عمار كساب، أستاذ تسيير المؤسسات الثقافية في المدرسة العليا للاقتصاد، كثيرا ما انتقد المشهد الثقافي الوطني والميزانية المخصصة له، في إطلالاته الإعلامية المختلفة، مؤكدا أنه غير متكافئ، كما طالب باتخاذ سياسة تقييميه واضحة ومعلنة للمشاريع المرشحة للتمويل، حيث ذهب إلى استفادة أطراف معينة لا تغلب عليها مقاييس الجودة، وفشل أعمالها في استقطاب الجمهور، ومع هذا تتحصل مرارا وتكرارا على دعم لمشاريعها.وعلى صعيد آخر، أنكر المتحدث خريج جامعة السربون، والمشرف على التقرير الأول من نوعه الذي أعدته مؤسسة “المورد”، وجود سياسة ثقافية في الجزائر، واصفا المهرجانات المقامة حاليا ب “الفلكلور والتنشيط غير المؤسس لثقافة جادة”.