بدأت القوات الفرنسية في مالي تستعد لمغادرة مدينة تومبوكتو أياما فقط بعد تحريرها من قبضة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي بسطت عليها سيطرتها قبل عشرة أشهر.وكشفت مصادر عسكرية فرنسية أن هذه الوحدات ستتوجه إلى مدينة غاو ثم كيدال للالتحاق بأزيد من 1800 جندي تشادي الذين شكلوا طلائع القوات الإفريقية التي ينتظر أن تصل لاحقا إلى هذه المنطقة الساخنة تحسبا لمعركة الحسم مع مقاتلي التنظيمات الإرهابية المسلحة الذين فروا إليها. وفي انتظار هذه المعركة التي ستحدد مستقبل المنطقة وبالتالي الحكم على درجة نجاح عملية ”سيرفال” العسكرية الفرنسية من عدمه، بدأت المجموعة الدولية تولي اهتماما متزايدا بالوضع القائم في منطقة الساحل من حيث جوانبه التنموية وأيضا من حيث خطورة الأوضاع فيه على خليفة تنامي الأنشطة المحظورة من بيع للأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر. ولأن هذه المهمة تتطلب أموالا طائلة، التقى مسؤولون من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ومجموعة دول غرب إفريقيا والأمم المتحدة بوفد عن الحكومة الانتقالية في مالي يقوده وزير الخارجية تيمان كوليبالي بالعاصمة الأوروبية بروكسل. وينتظر أن تبحث مجموعة دعم مالي وسائل ضمان العودة إلى الاستقرار بعد العمليات العسكرية التي تخوضها القوات الفرنسية والإفريقية في هذا البلد.وأكدت مصادر أوروبية، أمس، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تخصيص مبلغ 250 مليون أورو لدعم التنمية في هذا البلد الممزق والذي يبقى من أفقر دول العالم وأكثرها تخلفا. وتسعى المجموعة الدولية ضمن هذا الاهتمام توفير الدعم والمساعدة التقنية لتنظيم انتخابات عامة ورئاسية لإنهاء حالة الفراغ الدستوري الذي تعرفه مالي منذ الانقلاب الذي أطاح بنظام الرئيس أمادو توماني توري في مارس الماضي تماشيا مع التعهد الذي التزم به الرئيس الانتقالي ديونكوندا طراوري، الذي حدد تاريخ 31 جويلية القادم لتنظيمها. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان، أمس، أن البعثة الاستشارية الأوروبية المكلفة بتدريب وتكوين القوات المالية ستشرع في مهمتها منتصف الشهر القادم. وينتظر أن تتلقى أولى الوحدات النظامية المالية تدريباتها على أيدي مدربين قبلت جيوش أوروبية بإرسالهم إلى مالي بثكنة كوليكورو الواقعة على بعد 200 كلم عن العاصمة باماكو يشارك فيها 650 جنديا ماليا، يذكر أن الاتحاد الأوروبي قرر إرسال 491 موظف من بينهم 172 مدربا عسكريا للاضطلاع بهذه المهمة. ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، الدول الأوروبية للمشاركة في تنمية منطقة الساحل وإعطاء أولوية لمحاربة الاتجار في المخدرات بقناعة أن الإرهاب يعيش عادة من تجارة هذه المادة المربحة في غرب إفريقيا. وعاد الرئيس الفرنسي ليدافع عن قرار القيام بتدخل عسكري في مالي أمام النواب الأوروبيين بستراسبورغ وقال إن ”القرار نابع من مسؤولياتنا ويتعين علينا تقديم الدعم الذي طلبه منا الرئيس المالي” في إشارة إلى قرار الرئيس الانتقالي دعوة فرنسا للتدخل في بلاده تحت غطاء محاربة الإرهاب.