صدر مؤخرا العدد الثالث من مجلة «قراءة في احتفال»، وهي نشرية سنوية تصدر عن محافظة المهرجان الثقافي المحلي لولاية الجزائر، متميزة في هذه الطبعة بأعراس خمسينية الاستقلال وعارضة النتائج المحققة في الطبعتين السابقتين من المهرجان. يهدف مهرجان «قراءة في احتفال» إلى نشر المقروئية في أوساط الصغار، والطبعتان السابقتان نظمتا في حي باب الوادي، بينما توسعت طبعة هذه السنة إلى 4 بلديات شرق العاصمة هي باب الزوار وبئر التوتة، وبراقي والكاليتوس. هذه العملية تطلبت جهدا وإعدادا وتنظيما ووسائل مادية وبشرية الهدف منها تحقيق رسالة تربوية سامية ذات أبعاد ثقافية ومعرفية وأخلاقية، وبالفعل، فقد تركت هذه المهرجانات أثرا في الأوساط المحلية. هذه المهرجانات - حسبما جاء في كلمة العدد التي كتبها محافظ المهرجان - سمحت بتوسيع الفضاء الثقافي وعزز الرغبة والإقبال على الكتب وبالتالي القراءة والمطالعة في سن مبكرة. تميزت طبعة هذه السنة بتأطير بعض الورشات بغية إضفاء فعالية أكثر على تنشيط أعمال الأطفال بها، خاصة ورشتي القراءة والمطالعة والكتابة، اللتين لهما أستاذ منسق وموجه للمنشطين والأطفال بهدف إرشادهم بغية خدمة أهداف المهرجان المتمثلة أساسا في تقريب الكتاب من الطفل وتحبيبه في القراءة، وكذا إكسابه بعض تقنيات الكتابة والتلخيص. كمثل المهرجانات السابقة، كتب الاطفال خواطرهم في عدد هذه الطبعة، منهم طفلة من حي بن طلحة توقفت بأسلوب جميل عند ذكرى الاستقلال، لتبعث برسالة إلى الشهداء تحييهم فيها على تضحياتهم التي سمحت بإشراق شمس الحرية على الجزائر، طفلة أخرى تفننت في مدح الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد، كتابات أخرى نشرت للأطفال شملت مواضيع أخرى منها «التكافل الاجتماعي» و»المحافظة على الطبيعة»، «غلاء المعيشة»، «حرائق الغابات» «الإنسان والعمل» و»جمال وطني» وغيرها، كما نشرت نصوصا شعرية ألفها أطفال، منها نص كتبته أصالة عن «الطبيعة»، وكذا بورتريهات لبعض الصغار منها بورتريه ل «حنان والكتاب». غطى العدد مختلف الأنشطة الثقافية والترفيهية للمهرجان مرفوقة بالصور الفوتوغرافية الحية، كما ضم العدد بعض الآفات الاجتماعية تناولها الأطفال. احتفل العدد بعيد الاستقلال من خلال صفحات خصصها لبعض أبطال الثورة، كما توقف عند مناسبة عيد الأم حيث التقطت صور لأطفال مشاركين مع أمهاتهم مرفوقة بنصوص شعرية أدبية جميلة. لتشجيع الأطفال المشاركين ولتحفيز مواهبهم وتثمين قدراتهم المكتشفة، قامت محافظة المهرجان بتقديم جوائز لهم. يرى بعض المؤطرين، أن الأطفال هم من الشريجة التي تتراوح أعمارها بين 6 وال 12 سنة، أبدوا كلهم شغفا بفعاليات المهرجان سواء المطالعة أو ورشات الكتابة والرسم والحكواتي وغيرها.