الرئيس بوتفليقة يشيد بجنود الجيش الوطني الشعبي خلال اعتداء تيقنتورين أشاد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، بما قام به جنود الجيش الوطني الشعبي خلال موقعة إن أمناس على إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المنشأة الغازية بتيقنتورين، مشيرا إلى أن الإرادة التي حفزتهم برهنت بالفعل وبالقول أنهم "سليل جيش التحرير الوطني". جاء ذلك في رسالة قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية، السيد محمد علي بوغازي، أمس، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد، حيث تعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الجمهورية عن هذا الاعتداء الإرهابي الذي وقع يوم 16 جانفي الماضي. وقال الرئيس بوتفليقة في هذا الصدد "لا أحسبني أبالغ إذا قلت إن الإرادة التي حفزت جنودنا الشجعان في موقعة إن أميناس التي كانت معركة كبيرة وقوية ضد قوى الشر والتدمير قد جسدت بفعاليتها ودقتها واحترافيتها وانتصارها وجها من وجوه الموروث الذي أشرت إليه". وأضاف رئيس الجمهورية "وقد برهن أشاوس هذه المعركة أنهم بحق من أشبال أولئك الأسود وأن الجيش الوطني الشعبي هو بالفعل وبالقول سليل جيش التحرير الوطني وحامل لواء النجاح والانتصار في كل المعارك التي تخوضها الأمة من أجل حماية أمنها واستقرارها وسيادتها". ولم يكن للرئيس بوتفليقة أن يتحدث عن هذه الموقعة من باب الترويج للعملية الارهابية في حد ذاتها بل لإبراز الدور الفعال الذي قام به جنود الجيش من أجل تفادي أكبر الخسائر والتصدي للإرهابيين، وكانت المناسبة التاريخية فرصة للتذكير بالأهداف التي قام من أجلها جيش التحرير الوطني ويتمسك بالدفاع عنها في إطار الحفاظ على الاستقرار والسيادة الوطنية. ولعل الاعتداء الاخير يظهر هذا المنحى الذي سار على دربه حتى بعد الاستقلال. كما لم يترك رئيس الجمهورية مناسبة إلا وذكر فيها بدور الجيش في تخطي الصعاب التي تواجه البلاد لاسيما خلال العشرية السوداء التي بلغت خلالها العمليات الإرهابية أوجها وقدم على إثرها الجيش تضحيات جسام. وكانت مجلة "الجيش" لسان المؤسسة العسكرية قد أكدت في عددها الأخير إصرار الجزائر على مكافحة الإرهاب بكل حزم وذلك في تعليقها على هذا الهجوم الارهابي، مشيرة إلى أن الجزائر تصرفت مع هذا الحدث بكل مسؤولية واحترافية وأن التدخل السريع والحاسم هو الخيار الوحيد في هذه الظروف ودون تفاوض حتى لا يتحول المجرمون والقتلة إلى مفاوضين. مضيفة أن هذه العملية تابع رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني تفاصيلها عن كثب لحظة بلحظة وتم تنفيذها بشكل سريع جدا لم يكن يتوقعه الملاحظون والمختصون المتابعون لتطورات هذا الاعتداء الاجرامي والتحضير لها جيدا بعد دراسة كافة الاحتمالات التي يمكن أن تؤول إليها الأحداث. وإذ أشارت إلى أن الجزائر التي لم ترضخ أبدا طيلة تاريخها مع الارهاب لتهديدات ومطالب وإملاءات المجرمين، فإنها أكدت بأنها كانت دائما تتصرف وفق ما تمليه السيادة الوطنية والمصلحة العليا للدولة، بعيدا عن الضغوط الخارجية والتدخل الاجنبي في هذه الحالات التي تعتبر شأنا داخليا غير قابل للنقاش مع أي طرف. ورغم التعاليق الدولية المتباينة التي صاحبت عملية تحرير الرهائن من قبل جنود الجيش الوطني الشعبي، إلا أن الجزائر التزمت الصمت من باب الحفاظ على سرية العملية وعدم التشويش عليها من أجل إنجاحها بالرغم من الدعايات الإعلامية الكاذبة التي شنها التنظيم الارهابي بهدف زرع الهلع والمخاوف لدى العواصم العالمية من أجل الدفع بالجزائر للعودة عن قرارها بشن هجوم سريع على الارهابيين. بيد أن الجزائر لم تأبه لهذه الانتقادات التي سرعان ما تراجعت عنها هذه الدول التي حيت فيما بعد خيار السلطات الجزائرية بتبني الهجوم السريع بعد تحرير أكبر عدد من الرهائن وتفادي انفجار المنشأة، خاصة وأن الإرهابيين كانت بحوزتهم أسلحة ثقيلة.