كشفت الإحصاءات المقدمة من طرف أطباء نفسانيين بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أن 80 بالمائة من المدمنين الذين يقصدون وحدة المساعدة النفسية بالمستشفى الجامعي، من فئة المراهقين، علما أنها تستقبل كل شهر 10 حالات من هذا النوع تتراوح أعمار المعنيين به بين 13 و50 سنة، فيما يتضاعف عدد قاصدي وحدة المساعدة النفسية خلال فصل الصيف. من جهتهم، أكد الأطباء النفسانيون بالمستشفى، على هامش يوم دراسي حول طرق التكفل النفسي بالمراهقين المدمنين الذي نظمه نفسانيو المؤسسة نهاية الأسبوع الفارط، أكدوا أن المدمن من وجهة نظر علم النفس يمكن النظر إليه على أنه شخص اعتمادي بحاجة إلى المساندة والدعم النفسي، سواء كانت تلك المساندة وذلك الدعم من أشخاص أو من مواد مؤثرة نفسيا ليتمكن من مواجهة حياته ومشكلاته. مضيفين في ذات السياق، أن الإدمان عادة سلوكية تم تعزيزها بقوة ولفترة طويلة، لما لها من آثار إيجابية من وجهة نظر المدمنين، لتصبح هذه العادة جزءا أساسيا وأسلوبا يلجأ إليه المدمن في مواجهة كل ما يعترضه من مواقف حياتيه. كما دعا النفسانيون، الفدراليات الناشطة في مجال مكافحة الإدمان ومعيات المجتمع المدني، إلى الخروج من المكاتب صوب المؤسسات التعليمية والشارع، للتقرب من المراهقين من خلال التوجيه والتحسيس لوضع حد للظاهرة التي بلغت مستوى خطيرا في المجتمع القسنطيني، محملين كل الجهات مسؤولية ما بلغته ظاهرة إدمان المراهقين من خطورة، حسب مدير النشاطات الطبية وشبه الطبية بالمستشفى الجامعي، البروفسور عبدو مولود، الذي دق المتحدث ناقوس الخطر، داعيا إلى ضرورة التدخل العاجل قبل فوات الأوان واستفحال الظاهرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع. المشاركون في اليوم الدراسي حول التكفل النفسي بالمراهق المدمن، طالبوا بإنشاء مركز لعلاج هذه الشريحة بالمركز الاستشفائي الجامعي للمدينة، وهو المركز الوحيد حسب عزيز كعبوش رئيس جمعية الأطباء النفسانيين بالولاية. كما طالب المشاركون وعلى رأسهم الدكتور رحموني، بضرورة تكاتف الجهود واتخاذ تدابير إلزامية ضد كل من يتاجر في المخدرات التي تهدد صحة وسلامة المواطن، داعيا الجهات المعنية إلى ضرورة خلق ما اسماه ”بمتنفسات” ومرافق وتقديم عروض بديلة للشباب، خاصة الفئة التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية، وهي المرافق التي ستسمح لهم بالترويح عن أنفسهم.