تنظم مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، خلال الأسبوع الجاري، أياما إعلامية وتحسيسية حول دور المواطن بشكل خاص والمجتمع المدني بصفة عامة في ترقية الفعل المدني الهادف إلى الوقاية من مختلف الأخطار والحوادث وترقية سلوك الإسعاف وتقديم العون للضحايا في حالة الطوارئ. وذلك من خلال دورة للتكوين الأساسي في الإسعافات الأولية، تتزامن مع إحياء اليوم العالمي للحماية المدنية ومع استمرار الدورات التكوينية التي تنظمها الحماية المدنية في مجال الإسعاف الجماهيري التي استفاد منها لحد الآن أزيد من 73400 مواطن، منهم 1057 متكونا بمديرية الجزائر. ففي إطار إحيائها لعيدها العالمي المنظم هذه السنة تحت شعار “دور المجتمع المدني في الحماية المدنية” فتحت مديرية الحماية المدنية للجزائر العاصمة، أبوابها أمس للجمهور العريض، من أجل التعريف بمهامها ونشاطاتها ووسائل عملها، وكذا لتلقين هذا الجمهور ثقافة الوقاية من المخاطر والتعامل السريع مع حالات الطوارئ التي تصادفه في الحياة اليومية. وبالمناسبة، فقد أشرف المدير الولائي للحماية المدنية، العقيد محمد تغرستين، على افتتاح هذه التظاهرة الإعلامية بمقر المديرية الولائية بالحراش، وذلك بمشاركة مسؤولين محليين وجموع من المواطنين وأطفال المدارس، تابعوا بعض الاستعراضات التقنية التي قام بها أعوان التدخل، لإطلاع الجمهور على كيفيات تسيير مثل هذه العمليات في حالات وقوع مختلف الحوادث. وما ميز هذه الاستعراضات التي صورت عمليات التدخل لإخماد الحرائق المنزلية والحرائق المترتبة عن حوادث المرور، هو مشاركة عدد من المواطنين الشباب الذين استفادوا من التكوين الذي تنظمه مديرية الحماية المدنية لفائدة مختلف شرائح المجتمع، وذلك في إطار حملة التكوين والتحسيس التي شرعت فيها المديرية العامة للحماية المدنية في أكتوبر 2010 ومكنت لحد الآن من تكوين أزيد من 37400 مواطن عبر 1107 مراكز موزعة على 48 ولاية، فيما مكنت هذه العملية التي دخلت في فيفري المنصرم دورتها العاشرة المديرية الولائية للجزائر من تكوين 1057 مواطنا من مختلف الأعمار والمستويات الإجتماعية، عبر 5 مراكز منتشرة على مستوى مختلف جهات العاصمة، وتشمل مركز بولوغين، مركز بئر توتة، مركز الشراقة، مركز الحراش ومركز عين طاية. وفضلا عن هذه الدورات التكوينية المنتظمة والمتواصلة على مدار أشهر السنة لفترة 21 يوما في كل ثلاثي، ارتأت المديرية الولائية للحماية المدنية بمناسبة التظاهرة الإعلامية التي تنظمها بمقرها بالحراش فتح تكوين أساسي في مجال الإسعافات الاولية لفائدة الراغبين في ذلك من المواطنين، وذلك على مدرا 5 أيام بداية من نهار اليوم، لتلقين المستفيدين التقنيات الأساسية للإسعاف الأولي والنجدة المقدمة للضحايا في حالات من الحوادث، ولا سيما منها الحوادث المنزلية. وحسب الملازم أول سفيان بختي المكلف بالاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية فإن هذه الدورات التكوينية على اختلاف أنواعها، ترمي إلى تجسيد الشعار الذي تحمله والمتمثل في الوصول إلى هدف تكوين “مسعف في كل عائلة”، وذلك حتى يصبح مفهوم الحماية المدنية لا يقتصر على التعريف بالجهاز المتكفل بالتدخل للنجدة والإسعاف والإجلاء، وإنما فلسفة وسلوكا يتحلى به كل مواطن في حال وقوع الحوادث. وبرأي المتحدث فإنه يكفي أن يتحلى المواطن بحس التبليغ عن وقوع أي حادث، حتى يكون مساهما إيجابيا في فعل الحماية المدنية، مشيرا في نفس الصدد إلى أن الهدف من التكوينات التي تنظمها المديرية لفائدة شرائح المجتمع هو نشر ثقافة النجدة في أوساط المجتمع، وتشجيع المجتمع المدني على لعب دوره في التكفل بالضحايا وتقديم يد العون لمصالح الدولة في حالات الطوارئ والكوارث. للإشارة، فقد نفذت مصالح الحماية المدنية للعاصمة خلال العام الماضي 81550 تدخلا، ترتبط 54 بالمائة منها بعمليات الإسعاف والإجلاء و14 بالمائة منها بحوادث المرور، حيث سجلت بخصوص الحوادث الاخيرة وقوع 5932 حادث مرور، خلفت 83 قتيلا و6489 جريحا.