قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد محمد العربي ولد خليفة، إن "العلاقات بين فرنساوالجزائر مدعوة لأن تتطور "أكثر" في العديد من المستويات وذلك بغض النظر عما تم إنجازه إلى حد الآن بين البلدين". وأوضح السيد ولد خليفة في كلمة ألقاها، أمس، في افتتاح أشغال اللجنة البرلمانية الكبرى الجزائرية-الفرنسية، أنه "بغض النظر عما تم إنجازه إلى حد الآن بين بلدينا فإن العلاقات بين فرنساوالجزائر مدعوة لأن تتطور أكثر ومن خلال كل الأطر المتاحة أي على المستويات الحكومية والبرلمانية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني". واعتبر رئيس المجلس أن على كل هذه الأطراف العمل على الإسهام في إعطاء تصورات لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين البلدين، مؤكدا من جهة أخرى أن الحاضر والمستقبل يدعوان البرلمانيين في الجزائروفرنسا لأن تكون اللجنة المشتركة الكبرى حقا لتحقيق طموحات البلدين في التقارب والتعاون". كما عبر عن حرصه على أن تكون العلاقات البرلمانية بين البلدين "خصبة طموحة وقائمة على الدوام على القيم الإنسانية والديمقراطية" التي تتطلب من الجميع العمل على تطويرها وتعميقها ل«كسب رهان الحاضر والمستقبل" مشيرا إلى الإرادة السياسية المشتركة بين القيادتين في البلدين. وأكد أن هذه الإرادة تتطلب من الطرفين "المزيد من التعارف والتقارب لتحقيق الأهداف التي تخدم مصالح البلدين في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وبناء رؤية مشتركة حول القضايا التي تهم المؤسستين التشريعيتين على ضفتي المتوسط وإفريقيا والعالم العربي والمسائل الدولية بوجه عام". ولدى تطرقه إلى جدول أعمال اللجنة البرلمانية الكبرى الجزائرية - الفرنسية أوضح المتحدث أنه يتضمن موضوعين أساسيين وهما "البعد الإنساني في تعزيز العلاقات الثنائية و«الاستثمار المنتج في الجزائر والشراكة بين المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة"، مضيفا أن النقاش حول هاتين المسألتين سيتناول البعدين الاجتماعي والاقتصادي من العلاقات بين البلدين. وفيما يخص علاقة البلدين بالتاريخ الذي يربطهما اعتبر السيد ولد خليفة أن هذه العلاقة "لا تزال تطغى عليها بالنسبة للجزائريين آلام عميقة ماضية بسبب عدم تحمل فرنسا اليوم مسؤولية ماضيها الاستعماري وما انجر عنه من مسؤولية معنوية"، مؤكدا من جهة أخرى على ضرورة مضاعفة حجم العلاقات القنصلية وتكييفها مع الروابط والتبادلات التي ما فتئت تتوسع في كل الميادين. وفي سياق آخر، ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بوفاء الجزائر الدائم تجاه كل القضايا العادلة في العالم وبسياستها الخارجية التي تضع ضمن أولوياتها "ترقية وتطوير ديناميكية التعاون والتشاور والتكامل الجهوي في إطار احترام حقوق الشعوب من أجل العيش في ظل الحرية والسيادة في اختياراتها السياسية". وعن مكافحة الإرهاب الدولي الذي اعتبره "الآفة الجديدة التي تواجه البشرية"، أشار المسؤول إلى أنها "تستوجب كفاحا شاملا يقع على عاتق المجموعة الدولية بكاملها"، وذلك من خلال استراتيجية "معولمة" في إطار الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن "المقاومة الحقيقية" للإرهاب تكمن في "تنمية التعاون من أجل التنمية والقضاء على أسباب وجود وتنامي هذه الظاهرة". أما عن مسألة الأمن في منطقة الساحل فأوضح السيد ولد خليفة أن العمل على جعل هذه المنطقة فضاء سلم وأمن وتعاون أصبح "ضرورة قصوى" تتحمل فيه منظمة الأممالمتحدة المسؤولية الكبرى، مؤكدا أن الأزمة السياسية في مالي "لا تجد حلا لها إلا بالانتخابات والحوار الوطني الجامع لكل الماليين الحريصين على الوحدة والسلامة الترابية لبلدهم والرافضين لكل أشكال الإرهاب والجريمة المنظمة". وسبق للسيد ولد خليفة أن تحادث مع السيد كلود بارتولون ثم توسعت المحادثات بعد ذلك لتشمل وفدي البلدين اللذين بحثا المسائل المتعلقة بالتعاون في إطار اللجنة البرلمانية الكبرى الجزائرية-الفرنسية. من جهته، تحادث وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي مع السيد كلود بارتولون، وجرت المحادثات بفندق الجزائر بحضور برلمانيين جزائريين وفرنسيين.